أعلن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء اليوم الأربعاء، عن التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في قطاع غزة بعد 15 شهرًا من حرب ارتكب فيها الاحتلال أعمال إبادة جماعية وآلاف المجازر، قوبلت بمقاومة شرسة حتى النفس الأخير.
وأكد رئيس الوزراء أن الأطراف المشاركة في المفاوضات بذلت جهودًا كبيرة لدفع المحادثات إلى الأمام، معربًا عن شكره لشركاء قطر لدورهم المحوري في تحقيق هذا الاتفاق.
وأوضح أن العمل سيستمر الليلة لاستكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق، تمهيدًا للبدء بتنفيذه اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، مُشيرًا إلى أن الدول الثلاث ستعمل معًا لضمان الالتزام ببنود الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل.
وعمّت قطاع غزة فور إعلان وقف إطلاق النار أجواءٌ من الفرح والتكبير والتهليل والهتافات التي تحيّي المقاومة وصمودها الأسطوري الذي أجبر الاحتلال على توقيع الصفقة.
الأفراح تعمّ غزة
وخرج الغزيّون إلى الشوارع تعبيرًا عن الفرح الغامر الذي سيعبد الطريق لإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال وبدء إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات والسماح بخروج الجرحى للعلاج في الخارج.
وعبّر المحتفون في شوارع غزة عن اعتزازهم بدماء شهداء الشعب الفلسطيني، وبقادة المقاومة الذين قدموا أرواحهم خلال معركة طوفان الأقصى وعلى رأسهم القائد الشهيد يحيى السنوار والقائد الشهيد إسماعيل هنية والقائد الشهيد صالح العاروري وقافلة القادة، الذين كانوا رموزًا للصمود والتضحية وقيادة المعركة بوجه الاحتلال الغاشم.
تفاصيل التوصل للاتفاق
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أُبلغ بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، موازاة مع إعلان جهات عدة عن تفاؤلها بقرب إنجازها في وقت قريب.
ونقلت القناة 12 الصهيونية عن مصادر أن خرقا تحقق في المفاوضات وأن "إسرائيل" تستعد لإنجاز اتفاق الصفقة قريبا، بينما نقلت القناة 13 الصهيونية أن نتنياهو سيجري مشاورات مساء اليوم مع أعضاء الوفد الصهيوني المفاوض الموجود في الدوحة.
كما نقلت صحيفة معاريف عن مصدر أن الصفقة في طريقها إلى التوقيع.
ونقل موقع أكسيوس عن مسئول صهيوني أن هناك تقدما في مفاوضات الدوحة للتوصل لاتفاق بشأن المحتجزين في قطاع غزة، وأن هناك تفاؤلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنهم غدا على أبعد تقدير.
وتستمر المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن المفاوضين استأنفوا اليوم نشاطهم بالدوحة، في مسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
ونقلت شبكة "إن بي سي" عن مسئولين مطلعين أن اتفاق الهدنة في غزة على وشك الاكتمال.
في السياق ذاته، صرح مصدران فلسطينيان قريبان من المفاوضات التي تجري بالدوحة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وافقتا على اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى والرهائن.
وأكد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن "حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسطاء بالموافقة على المسودة النهائية لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى"، بينما قال مصدر آخر إن "حماس سلمت إسرائيل عبر الوسطاء الرد الإيجابي.. بعد الاتفاق حول كافة النقاط والتفاصيل".
وأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عن أمله بإتمام صفقة الأسرى في غزة هذا الأسبوع.
وجاء ذلك خلال تصريحات في حدث رمزي نظمه معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، وشهد تسليم سوليفان مهامه لمستشار الأمن القومي لترامب مايك والتز.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 شنّ الاحتلال بقوته العسكرية وفرض حصارٍ مشدد، حربًا ضروس على قطاع غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، طالت كل مناحي الحياة حتى أصبح القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للعيش، لكن أهلها يتعهدون بإعادة إعمارها من جديد رغم كل ما حلّ بهم.
وخلّف العدوان الصهيوني أكثر من 46 ألفًا و707 شهداء، فضلا عن أكثر من 110 آلاف و265 مصابًا، و11ألف مفقود، 70% من إجمالي الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
لكن في الأيام الأخيرة برزت أصوات تقول إن أعداد ضحايا حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال منذ خمسة عشر شهراً أكبر بكثير من الأعداد الواردة في الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، إذ مجلة "ذا لانسيت" نتائج دراسة بريطانية تفيد بأنّ عدد الشهداء منذ بداية الحرب وحتى نهاية يونيو 2024 يزيد عن 64 ألفًا.