بقلم د.عصام البشير
الحزن يقلق والتجمل يردع ....والدمع بينهما عصي طيع......وأخيرا هوي النجم الساطع ،و غابت الشمس المشرقة وطوي العلم المنشور،واندك الجبل الاشم وترجل الفارس المعلم .مات علم الاعلام، وشيخ البيان،وداعي الخلق الي هداية الرحمن.
لقد لامني عند القبور علي البكا....رفيقي لتذراف الدموع السوافك .قال أتبكي كل قبر رأيته .....لقبر ثوي بين اللوي فالدكادك .....فقلت له ان الاسي يبعث الاسي ....فدعني فهذا كله قبر مالك .
رحل شيخنا المبجل وحبيبنا الاثير أبومحمد بعد رحلة مباركة من علم نافع وعمل صالح ..نشأ في بيت دين وفضل و بيئة شاعرة ناطقة ،فنسج علي منوالها ودرج،ثم وافي علم العربية وامامها العلامة عبد الله الطيب فأفاد منه علما جما وحظا من الفضل موفورا، وغدا خليفته بلامنازع حتي وافي دراسته العليا في ادنبرا وجعل أطروحته حول الإمام الطبري ،وعاد أدراجه الي جامعة الخرطوم التي بادلها ودا بود وأفاء علي طلابه علما نيرا وأدبا جما،وفسر القرآن الكريم كاملا في الإذاعة بالفصيح اضافة الي دروس السيرة النبوية في التلفاز ،مع نشاط دعوي واسع في ربوع السودان الفسيح ومشاركات علمية في مختلف الدول والقارات.
وقاد ركب الدعوة بحكمة وبصيرة،وقد أوتي شيخنا سماحة في الخلق ورزانة في الطبع،وتواضعا في السجية.موطأ الاكناف،ممهد السبيل، يألف ويؤلف.خفيض الجناح،خفيف الظل،باسم الثغر،لذيذ المفاكهة،له امتاع ومؤانسة،ومداعبة ومؤاخاة.
وصدق ووفاء،خلف اسرة من كرام الابناء البررة الذين درجوا علي منواله ونسجوا،وزوجة صالحة هي أم امتثال التي كان حفيا بها وكانت حفيا به، كما كان ثاويايحمل هموم أمته ووطنه ودعوته بهمة متوثبة ، وعزيمة ماضية.فقده جلل ومصابه عظيم .وماكان قيس هلكه هلك واحد.... ولكنه بنيان قوم تهدما.. ودعا أيها الحفيان ذاك الشخص....إن الوادع ايسر زاد .....واغسلاه بالدمع أن كان طهرا....وادفناه بين الحشي والفؤاد.إن موت الأكياس.
هو نقص للارض من اطرافها.ألا رحم الله شيخنا الحبيب واستاذنا الاثير وصديقنا المبجل أبالمحاسن والفضائل أبامحمد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين وانزله منازل الأبرار وأخلفه خيرا في زوجته الفضلي أسماء وأبنائه محمد وأبي بكر وعمر وامتثال ووداد والاء ومهاة والاسرة الكريمة والال بالسروراب.
اللهم نور مرقده،وطيب مضجعه،وآنس وحشته، وارحم غربته، ويمن كتابه ويسر حسابه وأنزل السكينة علي أسرته وأخلفه وأهله ودعوته ووطنه والامة خيرا
وإنا لله وانا اليه راجعون
عصام البشير