كتب: أشرف شعبان الفار
علو فى الحياة وفى الممات ... كبار فى بطون الأمهاتِ
كأن الله شيدكم حصونا ... وأنشأكم لحفظ المكرماتِ
خلقتم من تراب العز يروى ... بنصرٍ من عيونٍ جارياتٍ
فكان الناس من ماء وطين ... وكنتم من نجومٍ زاهراتٍ
كأن الله للمجد ابتناكم ... وأيد جهدكم بالمعجزاتِ
فأنتم أهل غزة فى سماءٍ ... وكل الناس فى أرضٍ فلاةٍ
وإن تعجب فأطفالٌ شيوخٌ ... لهم فهمُ العباقرةِ الثقاتِ
يفيض بيانهم قولًا وفعلًا ... بفقه الدين فى سنن الحياةِ
فمن يرد العقيدةَ والأصولَ ... فمنهم. لا بطون مؤلفات
لسان بناتكم أقوى وأمضى ... وأفتك من جيوش الإمعات
يسيل المجد من هذى الثنايا ... ومن برقِ العيونِ الصامدات
بناتٌ صرن قدواتٍ كبارًا ... فوارس قد ولدن مرابطات
بناتٌ صرن يهدين الحيارى ... وينشرن البطولة باسماتٍ
بناتٌ هن فخر المسلمين ... وخير سِفارةٍ للمسلماتِ
وكان نساؤكم حين الخطوب ... جبالًا من عزائم شامخات
أعدن اليوم أيام الرسول ... وسطرن المفاخر عاليات
بإيمانٍ وصبرٍ فى يقينٍ ... يذكر بالرعيل السابقات
وليس يلدن إلا الليث يسعى ... ويزأر فى وجوه العاديات
وربين الصناديد الكبار ... براكين تزيل الراسيات
وفتيانًا على الأعداء نارًا ... تدك حصونَ أرجاسٍ طغاةٍ
وتمحق كيد شيطان رجيم ... وتسحق قوة الرهطِ البُغاةِ
ربحتم يا بنى القسام بيعًا ... وكل مقاومٍ حرِّ السمات
ومن معكم على درب الجهاد ... يذيق عدونا مر الحياة
بكم يصلى العدو النار ذلًا ... تسيئون الوجوه الكالحات
فأنتم وعد ربى فى الكتاب ... فبشراكم وأنعم بالهبات
لكم عز ومجد لن يزولا ... وليس يضركم فعل الجناة
دعوا من خان أو نقض العهودا ... ومن باع القضية بالفتات
دعوا من ذل أو رضى الهوان ... ليأمن تحت أحذية الطغاة
دعوا من باع بالأوهام حقًا ... وأعرض عن حقائقَ بيناتٍ
دعوا من صار للأعداء ذيلًا ... ويطمع فى حياة السافلات
دعوهم فى غيابات الظلام ... وفى زيف الأمانى الكاذباتٍ
فطعم العز والشرفِ الرفيعِ ... كريهٌ فى حلوق العاهراتِ
وتنكشف السرائر فى الكروب ... وتغدو رافعاتٍ خافضاتٍ
فسيروا نحو مجد الخالدين ... ولا تهنوا لإجرام العِداةِ
بعيدًا أو قريبًا لا تبالوا ... فبعض النصر من هذا الثبات
على أعتابكم تقف الجيوش ... وتحت نعالكم كل الرماة
وصرتم منبع الأفراح فينا ... ومهوى كل حر فى الحياة
فمن أصواتكم زاد وعزم ... ومن نور الجباه الساجدات
ومن مسكٍ يفوح إذا نطقتم ... يعطر سمع كلِّ الكائنات
بأيديكم بنو صهيون ذلت ... وطل زوالهم رغم الرُّعاةِ
كذلك وعد ربى فى الكتاب ... هنيئًا أهل غزتنا الكماة
أزلتم من قلوب الناس وهنًا ... وأرجعتم حياةً من مواتٍ
وصيرتم لأمتنا طريقًا ... لتمحو عارها قبل الفواتِ
فهذى القدس تعلنها جهادًا ... فلبيكِ أيا خير الدُّعاةِ
لتغتسل القلوبُ بماء عزٍّ ... وتُشرقَ شمسُنا بعد الشتات
أيا قسامُ قد وفيت فاهنأ ... ولا تعجل! فنصر الله آتٍ
أشرف الفار