الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
{إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (الأحزاب: 11).
في هذه الاوقات الفاصلة التي تمر بها أمتنا وتمر بها القضية الفلسطينية، ويخوض فيها أسودُ غزة معركتهم ضد الصهاينة المتكبرين، ويتكالب عليهم الأعداء من كل حدب وصوب، وقد وجهوا إليهم كل حرابهم ورَموهم رمية رجل واحد، خاصة بعد الجرائم التي ارتكبت ضد العُزَّل، بل وضد المرضى والمصابين وراح ضحيتها المئات من الأبرياء، يتوجب على كل المسلمين بل وكل الأحرار في العالم أن يهبوا لنجدة إخوانهم في فلسطين، ويعبروا عن رفضهم الكامل لهذه الجرائم التي تخالف كل الأعراف والشرائع.
إن واجب الدعم لإخواننا في غزة وفلسطين المحتلة بكل الوسائل المتاحة إنما هو واجب شرعي ينبغي ألا يتخلف عنه أحد، أو يتباطأ فيه: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (التوبة:41).
إنني أوجه ندائي للمسلمين عامة ولجماعة "الإخوان المسلمون" خاصة بتكثيف الحركة الميدانية والإعلامية والمالية لنصرة أهلنا في فلسطين، من هذه اللحظة، مع إعلان يوم الجمعة القادم يوما للعمل والحركة لنصرة القضية، والدعاء والابتهال إلى الله تعالى والتذلل بين يديه أن ينصر إخواننا في فلسطين الحبيبة، وأن يخذل عدونا وعدوهم، مع تحري أوقات وأسباب الإجابة؛ ليكون الدعاء والتضرع جنبًا إلى جنب مع العمل الصادق والحركة الدؤوب، كُلٌّ بما يستطيع نصرة للحق ووقوفًا إلى جانب المظلومين.
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (الصافات: 171-173).
والله أكبر ولله الحمد
أ.د محمود حسين
القائم بعمل المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون"
الثلاثاء 2 ربيع الآخر 1445 هـ الموافق 17 أكتوبر 2023 م