تطلُّ علينا الذكرى الخمسون لـنصر اكتوبر المجيد ( السادس من اكتوبر  - العاشر من رمضان )، لتحيي في نفوسنا حقيقة نصر مشهود، هتفت القلوب والحناجر بشعار المعركة " الله أكبر " فكان النصر والفتح ، وعندما توحدت إرادة الدولة، حكومة وشعبًا، على قتال المحتل وتحرير الأرض، في ملحمةٍ شهد لها القاصي والداني، في حين يقف اليوم حكم الفرد المستبد حائلًا دون التئام هذه الإرادة أو توحُّد الكلمة أو تحقيق أي نصر.  
والإخوان المسلمون إذ يستذكرون تضحيات الشهداء على أرض سيناء الحبيبة في حرب أكتوبر  و حرب الاستنزاف، يؤلمهم أشد الألم ما يحدث على أرض سيناء الآن من تهجير أهلها قسرا؛ حماية للعدو المحتل.  
ويؤكدون في هذه المناسبة أن كيان الاحتلال الصهيوني سيظل هو عدو الشعوب العربية الأول، مهما انحرفت بوصلة الحكام ومن يسايرونهم، وسيظل تحرير فلسطين هو قضيتنا الأولى مهما طال الزمن.
لقد جر التطبيع مع العدو وبالاً على مصرنا الحبيبة، فبعد خمسين عامًا من هذا النصر المجيد، يعاني شعبنا نكبة حقيقية تحت حكم الدكتاتورية والطغيان، مع فشل إداري أدى إلى تدهور الأوضاع على كافة الأصعدة.
وترى الجماعة أن الأملَ في الخروج من هذا المأزق يتمثل في إعادة الشرعية للشعب في اختيار من يحكمه، واجتماع القوى الوطنية الصادقة على كلمةٍ سواء في تحرير البلاد من قبضة الاستبداد والفساد، وكما تحرر الوطن بالأمس من المحتل، فهو مؤهل -بإذن الله- أن يتحرر من المستبد في الغد القريب.   
وجماعة " الإخوان المسلمون " إذ تُحْيِي ذكرى انتصار أكتوبر بالفخر والاعتزاز، تتابع التطورات الجارية في مشهد انتخابي هزلي مصطنع يهدف إلى استمرار النظام الذي استولى على السلطة بالقوة في 3 يوليو 2013 ، وتؤكّد موقفها الواضح من رفض هذا النظام وأنه بلا شرعية، وفق ما أكدته الجماعة في بيانها يوم 25 سبتمبر 2023، فهذا النظام الذي دمر الحاضر لا يمكن أن يؤتمن على المستقبل.

{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

حسن صالح
المتحدث الإعلامي لجماعة " الإخوان المسلمون "
الجمعة ، 21 ربيع الاول 1445هـ، 6 أكتوبر 2023م