هذه مجموعة من الوصايا التربوية والمعالم الدعوية، انتقيناها لكم من (رسالة المؤتمر الخامس، للإمام حسن البنا – رحمه الله).

هذه الرسالة القيمة التى تحوى بين أسطرها الكثير من المعاني والمعالم والمفاهيم التى يحتاج إليها الدعاة والمربون. ورسالة المؤتمر الخامس تعد نص الخطاب الذى ألقاه الإمام حسن البنا فى المؤتمر الخامس للإخوان المسلمين، والذى عُقد فى تمام الساعة السادسة مساء يوم 13 من ذى الحجة 1357هـ، الموافق 2 من فبراير 1939م، بسراي (آل لطف الله) بحي الزمالك بمدينة القاهرة، بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس وانطلاق دعوة الإخوان المسلمين.

وترجع أهمية رسالة المؤتمر الخامس إلى ما تعرضت له من قضايا محورية في فكر ومنهج الإخوان المسلمين، مثل: (التعريف بالجماعة – وبيان غايتها وأهدافها – وعلاقة الجماعة بغيرها من الهيئات – وموقف الإخوان من القوة والثورة والحكم والدستور والقانون – وعلاقة الإسلام بالقومية والعروبة – ورأيهم فى الخلافة – وموقفهم من الدول الأوروبية. إلخ).

والحقيقة أن الرسالة بمثابة وثيقة هامة من أهم وثائق الجماعة، ورسالة منهجية ألقت الضوء على بعض معالم منهج الإخوان المسلمين، فضلًا عما ورد بها من المعاني والوصايا التربوية الشيِّقة الجزلة، لدرجة أن البعض يعتبرها الأساس الفكري الثاني لدعوة الإخوان المسلمين بعد رسالة التعاليم، من هنا اكتسبت هذه الرسالة العظيمة أهميتها ومكانتها.

وقد اختتم الرسالة بمجموعة من الوصايا والنصائح التربوية الثمينة، التى وجهها إلى الإخوان المسلمين، وإليكم هذه النصائح والوصايا الغالية:

(1)أيها الإخوان المسلمون: تقدمت إليكم في هذا البيان بخلاصةٍ وافيةٍ موجزةٍ عن فكرتكم في مظهرها الخاص، واليوم كنت أحب أن أستعرض معكم بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية القائمة في المجتمع المصري، وإن شئتم فقولوا الإسلامي فإن الداء يكون واحدًا في الجميع:

- ضعف الأخلاق وفقدان المثل العليا.

- وإيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.

-  والجبن عن مواجهة الحقائق، والهروب من تبعات العلاج.

-  والفرقة قاتلها الله....هذا هو الداء …

والدواء كلمة واحدة أيضًا هي ضد هذه الأخلاق؛ هي علاج النفوس أيها الإخوان وتقويم أخلاق الشعب ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾ (سورة الشمس).

(2)أيها الإخوان المسلمون: لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية:

- من الإيمان بالله.

- والزهادة في متعة الحياة الفانية، وإيثار دار الخلود.

- والتضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق.

- وحب الموت في سبيل الله.

- والسير في ذلك كله على هدي القرآن الكريم.

فعلي هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم، وأصلحوا نفوسكم، وركزوا دعوتكم، وقودوا الأمة إلى الخير، ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 35).

(3)أيها الإخوان المسلمون: لا تيأسوا، فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد.

ولا زال في الوقت متسع، ولا زالت عناصر السلامة قويةً عظيمةً في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد.

والضعيف لا يظل ضعيفًا طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ. (6)﴾ (سورة القصص).

(4)إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام، وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب.

وتلك الأيام نداولها بين الناس، وترجون من الله ما لا يرجون، فاستعدوا واعملوا اليوم، فقد تعجزون عن العمل غدًا.

(5)لقد خاطبتُ المتحمِّسين منكم أن يتريثوا وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعسين أن ينهضوا ويعملوا فليس مع الجهاد راحة: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (سورة العنكبوت)، وإلى الأمام دائمًا، والله أكبر ولله الحمد