سيذكر التاريخ أن "قمة جدة للأمن والتنمية"، التي انعقدت السبت ١٦ يوليو ٢٠٢٢م ، لم تحقق الحد الأدنى من احتياطات الأمن أو مكاسب التنمية لمن شاركوا فيها من العرب.. فقد جاء البيان الختامي للقمة ليدخل الجميع في شراكة وُصفت بـ"الاستراتيجية" فيما يسمى "مكافحة الإرهاب" المقصود بها ضرب مقاومة الاحتلال ، والالتزام "بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية"، وهو ما يفتح باب التطبيع على مصراعيه ويذلل الطريق أمام سيادة صهيونية على المنطقة.

وفي السياق نفسه، سلّم الأمريكان جزيرتي تيران وصنافير، تلك القطعة العزيزة من أرض مصر، المروية بدماء الشهداء في حرب استنزاف طويلة مع الصهاينة، هدية منزوعة السلاح وخالية من القوة متعددة الجنسيات للسعودية، ليفتحوا خليج العقبة والبحر الأحمر أمام الملاحة الصهيونية بكل حرية -لأول مرة - ضمن مخطط ترعاه الولايات المتحدة ويمهد لتطبيع العلاقات تدريجيا بين الرياض وتل أبيب.

وجماعة "الإخوان المسلمون" إذ تعلن رفضها لما صدر عن هذه القمة، تؤكد ما يلي:

  - إن جزيرتي تيران وصنافير أرض مصرية وستظل كذلك، رضي من رضي وأبى من أبى، وإن من قبض ثمن التفريط وخان الأمانة يتحمل وحده المسئولية أمام الله ثم أمام الشعب المصري .

- إن التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة لا تغتفر، وإن كل تحالف معه يعد  خيانة لدين الأمة وعقيدتها وثوابتها، ولمصالح شعوبها.

-  إن خدمة أعداء الأمة والتفريط في حقوق شعوبها وثرواتهم ومكتسباتهم سيجر مزيدا من الخراب والدمار على المنطقة.

وبناء عليه تحيي جماعة " الإخوان المسلمون " الشعوب والحكومات الداعمة للكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وتستنهض الشعوب العربية والإسلامية وكل أنصار الحرية في كل مكان بتقديم كل صور الدعم للقضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة والتأكيد على رفض التطبيع بكل صوره ،ورفض تدنيس أرض الحرمين الشريفين بأحفاد من ناصبوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العداء وتآمروا عليه وحاربوه دون هوادة.

ولتكن قمة جدة قوة دافعة لمقاومة المشروع الصهيو- أمريكي، بدلا من أن تكون مفتاحا لحلم صهيوني كئيب.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف:21)

والله أكبر ولله الحمد .

القاهرة : جماعة " الإخوان المسلمون "

الإثنين ١٩ ذو الحجة ١٤٤٣ - ١٨ يوليو ٢٠٢٢م