شهادة سعادة اللواء أحمد على المواوي بك قائد عام حملة فلسطين:

س: عند دخول الجيوش النظامية أرض فلسطين بقيادتكم: هل كان يقاتل فيها متطوعون من الإخوان المسلمين؟

ج: نعم لأنهم سبقوا بدخولهم القوات النظامية.

س: من كان من المتطوعين في معسكر البريج؟

ج: كان فيه المتطوعون من الإخوان المسلمين.

س: هل استعان الجيش النظامي بالإخوان المسلمين في بعض العمليات الحربية أثناء الحرب كطلائع ودوريات وما إلى ذلك؟

ج: نعم استعنا بالإخوان المسلمين واستخدمناهم كقوة حقيقة تعمل على جانبنا الأيمن في الناحية الشرقية، وقد اشترك هؤلاء المتطوعون من الإخوان في كثير من المواقع أثناء الحرب في فلسطين، وبالطبع أننا ننتفع بمثل هؤلاء في مثل هذه الظروف.

س: ما مدى الروح المعنوية بين الإخوان المسلمين؟

ج: الواقع أن كل المتطوعين من الإخوان وغيرهم كانت روحهم المعنوية قوية جداً وقوية للغاية.

س: هل قام المتطوعون بعمليات نسف في صحراء النقب لطرق المواصلات وأنابيب المياه لفصل المستعمرات الصهيونية؟

ج: نعم وأذكر بالنسبة لروحهم المعنوية أنهم كانوا يطلبون دائماً ألغاماً للنسف وكانت في هذا الوقت الألغام متعذرة واذكر أن هؤلاء الإخوان كانوا يقومون بدوريات ليلية يصلون فيها إلى النطاق الخارجي للمستعمرات اليهودية، وينزعون من تحت الأسلاك الشائكة الألغام التي يبثها اليهود وسط الأسلاك ويستعملونها في تلغيم الطرق الموصِّلة إلى المستعمرات اليهودية، وقد نتج من جراء هذه الأعمال خسائر لليهود، وتقدم لي من جرائها مراقبو الهدنة يشتكون من هذه الأعمال التي كانت تعمل في وقت الهدنة.

س: وهل لم يكن عندكم ألغام؟

ج: معروف أن الجيش لم يكن عنده معدات كافية.

س: هل كلفتم المتطوعين بعمل عسكري خاص عند مهاجمتكم العسلوج؟

ج: نعم العسلوج هذه بلدة تقع على الطريق الشرقي واستولى عليها اليهود أول يوم هدنة، ولهذا البلد أهمية كبيرة جداً بالنسبة لخطوط المواصلات، وكانت رئاسة الجيش تهتم كل الاهتمام باسترجاع هذا البلد، حتى أن رئيس هيئة أركان الحرب أرسل إلىَّ إشارة هامة يقول فيها: لابد من استرجاع هذا البلد بالهجوم عليها من كلا الطرفين من الجانبين، فكلفت المرحوم [أحمد عبد العزيز بك]] بإرسال قوة من الشرق من المتطوعين وكانت صغيرة بقيادة ملازم وأرسلت قوة كبيرة من الغرب تعاونها جميع الأسلحة ولكنَّ القوة الصغيرة هي التي تمكنت من دخول القرية والاستيلاء عليها.

س: وكيف تغلبت القوة الصغيرة؟

ج: القوة الكبيرة كانت من الرديف وضعفت روحهم المعنوية، وبالرغم من وجود مدير العمليات الحربية فيها، إلا أن المسألة ليست مسألة ضباط، المسألة مسألة روح، إذا كانت الروح طبية يمكن للضابط أن يعمل شيئاً، لابد من وجود روح معنوية.

س: ما هي الشروط الواجب توافرها في رجل العصابات؟

ج: الواقع أن حرب العصابات والتدريب عليها يعتبر من أنواع التدريب الراقي والعالي الذي يجب أن يكون عليه كل جندي، والذين يقومون بهذه الأعمال يجب أن يكونوا أذكياء جداً ويشترط فيهم الجرأة وسرعة الاعتماد على أي قائد صغير أو كبير، والعمليات التي يقوم بها الكوماندوز لا تعمل في وضح النهار، وفي حالة تساوي الطرفين لا توجد وسيلة إلا الاشتغال بالليل وبطريق التسلل وعلى كل فرد أن يعتمد على نفسه والكوماندوز فكرة حديثة استخدمت في الحرب.

س: ما هي الخواص الفنية في الدراسات الواجبة لرجل حرب العصابات؟

ج: غير الشروط التي ذكرتها يجب أن يكون الشخص ماهراً جداً في استخدام السلاح، ويجب أن يكون ماهراً في استخدام الأرض ودراسة طبيعة الأرض، ويجب أن يشتغل مثل الحيوان المفترس، وهي المهارة في الميدان، ويجب أن يلم بقراءة الخرائط ويتعود على أعمال الكشافة، إلى جانب هذا لازم يعرف السابحة وتسلق الأشجار.

س: هل وجد في الجيش كوماندوز؟

ج: نعم يوجد والفكرة موجودة، وقبل خروجي كنت جمعت النواة لهذه العملية والجيش فيه حاجة قريبة من كده وهي الدوريات التي تعمل للاستكشاف.

س: هل تعرف عدد المتطوعين من الإخوان؟

ج: بلغ عدد المتطوعين من الإخوان وغيرهم عشرة آلاف.

س: هل تعلم أن متطوعي مصر معظمهم من الإخوان؟

ج: أنا أعرف أن الإخوان كانوا أكثر من الفئات الأخرى.

س: وإلى أي تاريخ استمر دخول المتطوعين إلى فلسطين؟

ج: أنا لم أظل في الجيش لغاية آخر الحرب، وإنما رجعت في نوفمبر سنة 1948، وأنا أرجعت الليبيين لأنهم لم يكن لهم فائدة بالمرة.

س: هل كان للمتطوعين أسلحة خاصة أم كانوا يستوردون أسلحة من الجيش؟

ج: كانوا يحضرونها بمعرفتهم وأثناء الحرب كنت أعطيهم بعض الأسلحة والذخيرة كانت تنتهي، فكنت أمولهم بالذخيرة وأذكر أنه طلب مني قائد غزة أن أعطيهم مدافع هاون فأمرت بإعطائهم.

س: بعد 15 مايو إلى نوفمبر ألم يدخل متطوعون جدد؟

ج: أذكر لما ابتدأت أتقدم للشمال كان فيه الكتيبة السابعة وأنا سحبت هذه الكتيبة وحل محلها متطوعون في العريش وكان ذلك بعد 15 مايو.

س: هل كان من الجائز أن ترد أسلحة إلى المتطوعين عن غير طريق سلاح الحدود أو العريش؟ ج: لا .. غير ممكن.

س: ألا يذكر حضرة الشاهد أنواع الأسلحة التي يستعملها الفدائيون المتطوعون؟

ج: البدقية والرشاشات الخفيفة تومي أو الهاونات والمورتر.

س: هل كان بين هذه الأنواع القنابل اليدوية؟

ج: أيوه.