طالبت منظمة العفو الدولية بإطلاق سراح الصحفي توفيق غانم بمناسبة مرور عام كامل على حبسه، حيث قُبض عليه، في مثل هذا اليوم 21 مايو العام الماضي 2021 من منزله بمدينة "السادس من أكتوبر"، من قبل قوات الأمن بعد تفتيش منزله ومصادرة متعلقات شخصية منها هاتفه وحاسوبه الشخصي.

وظهر غانم في 27 مايو 2021، في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في اتهامه ببث ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.

وتزامناً مع مرور عام على حبسه، طالبت منظمة العفو الدولية، في تغريدة لها، بالإفراج الفوري عن غانم مطالبة نظام الانقلاب بـ"الإفراج حالًا عن توفيق غانم البالغ من العمر 67 عاماً. يعاني غانم من مشاكل صحية عديدة، لكن لم يتم نقله بعد إلى مستشفى خارج السجن لتلقي العلاج المناسب، وهو محتجز في ظروف قاسية".

 

وتوفيق غانم، 67 عاماً، هو صحفي صاحب خبرة مهنية كبيرة إقليمياً ودولياً تمتد لأكثر من 30 عاماً، شغل خلالها مناصب مهمة في مؤسسات إعلامية كبرى قبل تقاعده عام 2015، كما أنه عضو في المعهد الدولي للصحافة (IPI) ومؤسسات صحفية دولية أخرى.

وطوال حياته المهنية، ترأس توفيق غانم عدداً من المؤسسات الإعلامية، بما في ذلك Media International، التي أدارت موقع Islam Online لمدة عشر سنوات، وفي الآونة الأخيرة شغل منصب المدير الإقليمي لوكالة الأناضول في القاهرة حتى تقاعده في عام 2015.

ووفقاً لسجلاته الطبية يعاني غانم من مرض السكري والتهاب الأعصاب في ساقيه وركبته ومشاكل أسفل الظهر وتضخم البروستاتا، الذي يتطلب علاجاً متخصصاً ومستمراً في منشأة طبية مجهزة بشكل صحيح.

وتظل مصر في المساحة السوداء، حيث حالة الإعلام تنتقل من سيئ إلى أسوأ في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" المستقلة، حيث تراجعت من المرتبة 166 في نسخة عامي 2020 و2021 على التوالي، إلى 168 في عام 2022، بتراجع درجتين إضافيتين، بينما تراجعت مصر مستوى 5 درجات إضافية عن مؤشر عام 2019، حيث تراوح مصر، منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013، بين المرتبة 158 و166 من بين 180 دولة.

وفي البلدان الـ180 التي يشملها تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود"، يتم تقييم هذه المؤشرات على أساس جرد كمي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دراسة نوعية تستند إلى إجابات مئات الخبراء الذين اختارتهم مراسلون بلا حدود من بين المختصين في مجال حرية الصحافة (من صحفيين وأكاديميين وحقوقيين).

كما أصبحت مصر أحد أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، بعد أن حلت في المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحفيين، بعد الصين وميانمار، إذ بلغ عدد الصحافيين السجناء فيها 25 صحفياً في عام 2021 حسب تقرير لجنة حماية الصحفيين لعام 2021.