فتحى السيد 

ينظر كثير من الأباء والأمهات إلى مسألة اللعب مع الطفل وكأنها مجرد تسلية وقت، أو ترضية للطفل ولكن كثيرا من علماء التربية الإسلامية الحديثة ينظرون إليها نظرة مختلفة؛ فمن خلال اللعب من الممكن أن نحقق إفادة أخلاقية وقيما وسلوكيات، وهي أساسيات التربية التي تلزم كل طفل  فمثلا :

  1. يمكنك غرس قيمة العطاء .
  2. تنمية قيمة التعاون .
  3. تفعيل خلق الصبر .
  4. تنمية روح الإبداع والابتكار.
  5. تعليمه التخطيط والتنفيذ لما خطط له .
  6. تعليمه الاستمتاع بما يلعب به .

وهناك المزيد من الأخلاق والقيم والسلوكيات التي يمكن غرسها وتنميتها وتعليمها للطفل، إذا كان اللعب مع الطفل له هدف من قبل الآباء والأمهات ليس من أجل اللعب فقط .

إن الصورة الأكثر شيوعا في وعينا العام للأطفال وهم يلعبون هي صورة طفل يلعب مع إخوته أو أصدقائه، وللأسف الشديد فإن برامجنا الإعلامية لا تظهر كثيرا صورة الوالدين وهما يشاركان أطفالهم اللعب، فدور الآباء الذي نراه في وسائل الإعلام على سبيل المثال هو دور أخذ الأطفال إلى الملاهي، أو اخذهم إلى السوق لشراء لعبة، وهذا الدور كما تلاحظون لا يختلف كثيرا عن دور "السائق "، وهذا الدور الذي نراه على شاشات التلفاز به جزء كبير من حقيقة ما يحدث في كثير من الأسر ، فمعظمنا لا يلعب مع أطفاله، وإذا حدث أن رغب الأب في مشاركة أطفاله اللعب فان ما يقوم به في أحسن الحالات هو لعب كرة القدم معهم ، وهذا شيء جميل وجيد، ولكننا في حاجة إلى تطوير أدوارنا تُجاه أطفالنا من ناحيه اللعب معهم ، فنحن نشترك مع أبنائنا في اللعب لا لنعلمهم المهارات فقط، بل لنشعرهم بمتعة المشاركة ولنمنحهم المزيد من الثقة والكثير من الحب.
كيف نشترك مع أطفالنا في اللعب :
1- التخطيط لشراء اللعبة :
قبل الذهاب لشراء لعبة مع طفلك تحدث معه حول اللعبة التي يريد شراءها، تبادل معه الأفكار حول أفضل لعبة يمكنه الحصول عليها حسب الميزانية المحددة للشراء، أبْدِ بعض الحماس وكأنك ستشتري شيئا خاصا لك .
2-زيارة محل الالعاب :
اختر وقتا مناسبا لأخذ طفلك لشراء اللعبة؛ حتى تتيح له فرصة الاختيار الحر دون أن يسمع منك عبارات الاستعجال المعتادة، والأهم شاركه في تفحص الألعاب ولكن لا تتدخل كثيرا في عملية الاختيار (حسب عمر الطفل) ، قدم له النصح الهاديء ولا تصر عليه أن يشتري لعبه لا تعجبه لأنك تراها افضل .
-3 اختيار وقت اللعب : لن يستطيع طفلك الانتظار طويلا للعب بلعبته الجديدة، أما مشاركتك معه في اللعب فحدد لها وقتا معينا مناسبا لك حتى تشاركه اللعب بحماس واهتمام .
-4 مواصفات اساسية للعب المشترك مع طفلك :
- أن تبدي رغبة حقيقية في اللعب معه.
- أن تقوم دور الطفل في اللعب لا دور المراقب أو المقيم لما يفعله طفلك.
- أن تبتعد تماما عن التفوه بعبارات السخرية من لعب طفلك فهي أسوأ ما يمكن أن تفعله أثناء اللعب المشترك.
- أن تكون مصدرا لطرح الأسئلة المفتوحة مثل: ما رأيك؟ كيف حدث هذا؟ بم تشعر؟ وتبتعد عن أن  تكون مصدرا للمعلومات الجاهزة فوقت اللعب لا يتناسب وأسلوب المحاضرات.
- أن تشترك مع طفلك في تجميع قطع الألعاب وترجيعها مكانها بعد الانتهاء من اللعب.
أن تخبر طفلك في كل مرة تلعبان بها معا أنك سعيد لمشاركته اللعب وأنك تتطلع أن تلعب معه دائما.

ونسأل الله أن يصلح لنا أبناءنا جميعاً " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً " (الفرقان 74)