https://ikhwan.online/article/261235
الخميس 18 رمضان 1445 هـ - 28 مارس 2024 م - الساعة 09:40 م
إخوان أونلاين - الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون
استشارات أسرية

أخي يتدخل في حياتي الشخصية.. فماذا أفعل؟

أخي يتدخل في حياتي الشخصية.. فماذا أفعل؟
الأحد 24 أكتوبر 2021 09:50 م

أمة الله- مصر:

السلام عليكم, مشكلتي هي حيرتي بين أخي وخطيبي العاقد عليَّ، وسوف أتزوج بعد ثلاثة أشهر، ورغم قرب موعد زواجي، إلا أن المشاكل والمواقف تزداد يومًا بعد يوم؛ لأنني أعيش مع أخي الكبير؛ حيث إن والدي متوفى، وخطيبي يأتي كل يوم جمعة، والتصادمات كثيرة كلما حضر يحصل خلاف، وفي كل مرة أحاول أن أراضي الطرفين، لكن هذه المرة نفدت طاقتي دخل علينا أخي لأنه رأى أن خطيبي قد أطال في جلسته وجلس معنا بشكلٍ أغضب خطيبي، وعندما طلب مني الخروج معه رفض أخي واتهمني خطيبي بالسلبية، بل وصل الأمر إلى أن أخي تعدَّى على خطيبي، ووصفه بقلة الأدب أمام أخواتي الخمسة؛ ما أصابني بالحزن وأشعر بالألم.. فماذا أفعل؟

تجيب عليها هيام الجلالي خبيرة العلاقات الأسرية:

أختي الحبيبة: الحياة تحمل لنا كل أنواع المشاعر والأحاسيس، ولو كانت بها سعادة صافية في أي أمر من الأمور ما سميناها دنيا، بل كنا سنسميها جنة، لكن الجنة جُعلت بعد دار الاختبار هذه.

بالنسبة لمشكلة تدخل أخيك في خصوصياتك.. فأرجو منك أن تستمعي إليَّ بصدر واسع.

عندما يعقد عليك زوجك؛ فهو له عليك حقوق إضافية عن حقوق الخاطب.. "لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه"، ولكن هذه الحقوق على زوجته فقط، وليس على أهل البيت المضيفين له.

فعلى زوجك (أعزه الله) أن يُراعي ظروف البيت، وأن يهتم بنظام حياتهم، ومنامهم، فكما أن لكما خصوصيتكما، فالبيت له خصوصياته.. كما أنهم كما فهمتٍ من حوارك ليسوا بجالسين معكما.. وعندما دخل أخوك وجلس لم يدخل إلا ليظهر لكما ضيقه من الإطالة وليس ليشارككما الخصوصيات.

الأمر الآخر (أكرمك الله) أنك تحتاجين إلى المبادرة لكسب الطرفين ولجعلهما يحبان ويقدران بعضهما البعض.. فهذا أخوك يجب أن يحميك ويُكرمك أمام زوجك، ويظهر رعايته وتقديره لك ويُكرم زوجك.. وهذا زوجك يحتاج أن يشعر بتقدير أهلك وقبولهم له، ولا يتم ذلك في أغلب الأحوال إلا بذكاء المرأة وكياستها، فعلى سبيل المثال عندما تحاورين زوجك تُخبرينه بأنهم يقدرونه، ويعلمون دماثة خلقه، وحسن طباعه، ولكن ظروف البيت وطباعه لا تتحمل طول الزيارة، كما أن حب الأخ يجعله قلقًا من طول مدة الخلوة، وإن غدًا لناظره قريب، وعن طريق الهاتف نستطيع به إكمال الموضوعات التي فتحناها حتى نعود للزيارة التالية.. وهكذا.

أما أخوك فأظهري تقديرك لرعايته لك ولخوفه عليك، وأكثري الثناء عليه، وأنه الأب الحنون بعد فقدك لأبيك الغالي، وأنك تتضايقين إن فعلت ما يُكدره، ولكنَّ مرَّ الوقت سريعًا بلا انتباه، وستهتمين بعدم تكرار ذلك، وأنك ما قصدتِ مضايقته، وأن زوجك أحسَّ بأنه أطال عليه.

إذا تمَّ الزواج، ومع وجود مشاكل بين زوجك وأهلك فقد أضعت سندًا قويًّا وناصحًا محبًّا (الأهل).

والحقيقة  بُنيتي أن هذا الأمرين لا يحدثان عن عمدٍ من أي طرف، ولكنه سوء تصرف تستطيعين بعقلك الراجح وعواطفك الصادقة أن تتجنبيه بل وتبدليه للتآلف والحب، (ولكن احذري في المغالاة في شكر كل منهما لدى الآخر حتى لا يظنوكِ كاذبة)، ولكن اذكري الخير الذي تعرفينه، ولا تتكلمي عن زلات الكلام التي يقولها أي طرف؛ فتحمل النفوس من بعضها، وتكونين سببًا في ذلك.