مصطفى- طنطا:

عندي طالبة قي الصف الأول الإعدادي اكتشفت أنها تراسل زميلها في المدرسة على "الفيس بوك" وتحادثه في الهاتف، أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معها، وبخاصةٍ أنها في سن المراهقة؟ وهل أقوم بإبلاغ والدها أم كيف أعالج هذه المشكلة؟

تجيب عليه: الدكتورة منال يوسف استشاري الإرشاد النفسي والصحة النفسية:     

الأستاذ والمربي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

شكر الله لك اهتمامك وحرصك على تلميذتك، لكن من فضلك لا تبلغ والدها إلا إذا نفدت محاولاتك؛ لأن الأب ستدخل في محاولاته مشاعر قوية من الخوف والقلق الزائد الذي تعوزه الحكمة (بشكل خاص إن كان غير متعلم أو عصبيًّا)؛ مما قد يزيد الطين بلة، من عناد أكثر وتمرد من الابنة أو خوف زائد فتترك المنزل ويتفاقم الأمر؛ لأنها كما ذكرت حضرتك في مرحلة تتسم بالاستقلالية والبحث عن الهوية ومحاولة اكتشاف والتعرف على الجنس الآخر وغير ذلك مما يميز هذه المرحلة الانتقالية (مثل التمرد والارتباك والقلق الناتجين عن التغيرات البيولوجية والجسمية والوجدانية والنفسية...إلخ).

أما حضرتك فيمكن أن تتصرف بحكمة ومنطق أكثر، مما يساعد على حل المشكلة، خاصة أنك صاحب ضمير حي، ولذلك سأساعدك ببعض الوسائل والخطوات العلمية السليمة ليس فقط لهذه البنوتة، بل للولد أيضًا إن استطعت الوصول إليه ولغيرهما أيضًا وإليك التالي:

1-    أخبر تلميذتك بأنك علمت بالموضوع ولكن عليك أن تطمئنها أن سرها محفوظ.

2-    أعلم منها نوع هذه العلاقة بعد أن تطمئنها.

3-    امدح خلقها وسلوكها، ثم أخبرها بأن هذا ضد الدين والتقاليد والأعراف.

4-    أتمنى لو تقرأ عن طبيعة المراهقة لتعلمها وكل طلابك أن كل هذا مجرد فضول للتعرف على الجنس الآخر واكتشاف أوجه الاختلاف والاتفاق بينهم.

5-    تبصير الأولاد والبنات في هذه السن أن الهوية والذات المفقودة والشخصية التي يبحثون عنها في الآخر هي كامنة بداخلهم، وليست لدى الآخر؛ بمعنى أنني أحقق ذاتي وهويتي وشخصيتي، من خلال نفسي واجتهادي ومثابرتي وإنجازاتي وليس من خلال الآخر.

6-    تبصير الطلاب أن هناك ما يسمى بالمحفزات والتغيرات الجنسية ضمن التغيرات التي تحدث لهم في هذه المرحلة، فتبدو لديهم في شكل الجسم وفي بعض المشاعر الوهمية تجاه الجنس الآخر التي يظنون أنها مشاعر حب، بينما هي مجرد رغبة في اكتشاف الجنس المختلف، وعلى البنت أن تحافظ على نفسها ودينها وكرامتها وكرامة أهلها ودراستها ووقتها ولا تنساق وراء هذه الأوهام الزائفة.

7-    تنبيههم وتوعيتهم بأنهم إن لم ينتبهوا لأنفسهم ودراستهم وضيعوا أوقاتهم واستهلكوا تفكيرهم في هذه المرحلة في الفيس بوك أو أي شيء آخر غير العبادة والمذاكرة فإنهم بعد أن تمر هذه المرحلة الانتقالية (المراهقة) سيجدون أنفسهم لم ينجزوا ما يجب إنجازه وسوف يندمون حيث لا ينفع الندم.

8-    تبصير المراهقين والمراهقات بطبيعة المرحلة ومشكلاتها ومساعدتهم وإرشادهم لتخطيها وتجاوزها بسلام ونجاح.

9-    رجاء أيها المربون المخلصون لله والوطن ولأنفسكم (الأبناء) بلغوا الأمانة، وأخلصوا النصح والإرشاد لأبنائكم الطلاب. جزاك الله كل الخير أيها المعلم المربي الأب المخلص.

10-  اللهم استخدمنا ولا تستبدل بنا وارزقنا الإخلاص في النية والقول والعمل.. آمين.