علي- طنطا:

تقدمت لخطبة فتاة من أسرة ملتزمة والحمد لله تمت الخطبة، لكن بدون شبكة إلى الآن، لكني لا أعلم كيف أتعامل معها في هذه الفترة؛ هل أتصل بها كي أطمئن عليها في امتحاناتها وما إلى ذلك؟ أم لا يمكنني أن أتواصل معها إطلاقًا؛ فأنا أعلم أن الكلام العاطفي لا مجال له قبل  عقد الزواج؟ مع العلم أني ما زلت في الفرقة الرابعة بالطب، وهي بالفرقة الأولى؛ كيف أتصرف معها في هذه الفترة؟!

* تجيب عليه الداعية- سمية أحمد:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه وحده نستعين، نسأله التوفيق فيما يحب ويرضى، ونسأله أن يمنحنا الرضا والقبول لما يرضيه سبحانه، وبعد..

الحمد لله بما يليق به ربًّا كريمًا عظيمًا، فنعم العريس أنت، ونعم الأهل أهلك، تبارك الرحمن، لقد راجعت رسالتك الكريمة، وبثت الأمل في نفسي أن العنوسة بأمثالكم ستنتهي أزمتها قريبًا؛ فما نقرؤه ونتمناه وجدته محققًا بشكل عملي في رسالتك؛ فها هو ولي أمر الفتاة ينفذ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"، فيسَّرَ ولم يعسِّر، جزاه الله خيرًا، ففعلاً خير الصداق أيسره، وعمل بما ندرس ونقرأ أن ثلاثًا لا نؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤًا، فجعلك الله سبحانه لها نعم الكفؤ، فوافق على الخطبة، بدون الوقوع في أسر الشبكة، والتعقيدات العرفية التي أدت إلى مشاكل لا حصر لها للشباب والفنيات وأنت- جزاك الله خيرًا- طالب الطب في السنة الرابعة، وما أدراك ما الطب!! تفعل وتطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقينًا بوعد الله سبحانه وتعالى: "ثلاثة حق على الله عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله".

فتقدمت، ويسر الله لك أمر القبول، وكذلك بارك الله في أهلك الذين لم يقفوا حجر عثرة، وأخذوا يقولون كيف؟ ولم؟ وأنت الطالب، وهذا لا يمكن، وما إلى ذلك مما نسمع؛ لذا بدأت بنعم الأسر أنتم.

وبالنسبة لسؤالك أيها الكريم، فليتك بني تكون حريصًا في هذه الفترة على التعامل الشرعي مع المخطوبة، فكما تعلم أن الخطبة فقط وعد بزواج، فلا يحق لك الخلوة بها بأي شكل من الأشكال أو الحديث معها بإزالة الكلفة والتبسط، محافظةً على نفسك، ومحافظة على من اخترتها أمينة على بيتك، وأولادك وسمعتك؛ لذلك أرى طلبًا للود أن تطلب ولي أمرها هاتفيًّا لتسأل عنها في فترة الامتحانات، وتستأذن من ولي أمرها أن تتحدث معها للاطمئنان عليها، وبالطبع ستحدثك هي في حضرة ولي أمرها؛ فهي ستسعد كثيرًا بسؤالك عنها، وقد أزلت عنها الحرج من الحديث المباشر بالجامعة، وبالطبع في حضرة أي محرم لها يمكنك التطرق لكثير من الموضوعات، حتى تتآلفا، وبالطبع إن استطعت أن تكون معك هدية بسيطة تنفعها في زواجها؛ فهذا أمر ممتاز، ولو استطعت مرافقة بعض الأزهار بيديك، لتقدمها لها؛ فهو أمر رائع، وكل هذه كلمات صامتة تخبرها بها عن رغبتك في مواصلة إجراءات زواجك منها.

ولا بأس علي الإطلاق إن سمح لك ولي الأمر بالخروج معها بصحبة أحد محارمها، كل ذلك جائز، وهذا في حدود حقوقك الشرعية في التعامل مع الخطيبة، وأنا أجد أنه يوفي بالغرض تمامًا في هذه الفترة، في التعرف عليها بشكل كبير، والتعرف على أفكارها، وإمكانية التطرق لأحاديث تؤدم بينكما، وبالتوفيق يا بني وجزاك الله خيرًا على رسالتك الذهبية تلك؛ فسؤالك يوحي بعلاقات اشتقنا لها ونرغبها في مجتمعنا.

ورسالة الطبيب جعلتني من سويداء قلبي أتمنى عمل صفحة، يكون عنوانها خطب لبنتك، وهذا ما كان يفعله الصحابة، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وسعيد بن المسيب، رضي الله عنهم أجمعين، وتكون فكرتها أن الشباب الذي يرغب في الزواج، يرسل معلومات عنه، وما يستطيع، وما لا يستطيع، ثم يتصل ولي الأمر بالصفحة؛ ليختار المناسب لابنته كما كان يفعل الصحابة، ويأخذ المعلومات المتوفرة بالصفحة، ويقوم بالسؤال عنه، فإن توفرت فيه الصلاح والتقوى والكفاءة، تيسِّر الصفحة أمر لقاء ولي الأمر بالعريس؛ لتيسير رؤية الفتاه بشكل شرعي يحفظ كرامتها.

وأظن لو فعلنا ذلك سنتخلص من الصفحات التي تجعل العلاقة مباشرةً بين الفتاة والفتى؛ مما يسبب الكثير من الأمور غير الشرعية، ويجعل الفتيات المحافظات يبتعدن وكذلك المحافظون.

مرةً أخرى جزاك الله خيرًا طالب الطب، ودومًا لا يأتي منكم إلا خير، وأعانك سبحانه على مئونة الزواج، وجعله مباركًا، وبارك الله في خطيبتك وأهلكم أجمعين.