أمة الله- مصر
أنا فتاة عقد قراني منذ  ثلاثة أشهر وزوجي شاب ملتزم، خلوق يتقي الله فيّ، ويحاول إسعادي، ولكنه به عيب خطير، وهو أنه سريع الغضب. وقد صارحني به من بداية الخطوبة، ولكن بعد العقد تراكمت المواقف بيننا، وازدادت عصبيته، وهذا يؤلمني، وغالبًا في كل مرة يبذل مجهودًا ليصالحني، ويبرر غضبه بأنه يحبني كثيرًا،  ولأنني الوحيدة التي تخرجه من عصبيته، حتى بدأت أشعر بحزن داخلي وأتساءل: هل هذا مرض نفسي؟ رغم أن زوجي شخص عاطفي ولكن بداخله حزن منذ الطفولة، فماذا أفعل معه؟ أفيدوني بإجابة شافية،  وأخبروني كيف أحافظ على حياتي وأتعامل معه؟، وهل تركه خوفًا من كثرة الغضب صحيح أم التصميم على موقفي أم أنني أتعامل معه على أنه محتاج لمعاملة خاصة تتناسب مع شخصيته؟.
تجيب عليها الداعية سمية أحمد..

بسم الله الرحمن الرحيم وبه وحده نستعين ونتوكل عليه وندعوه آناء الليل وأطراف النهار وبعد..
مبارك العقد أمة الله وأتمه عليك بالخير الوفير، وسعادة الدارين الدنيا والآخرة، بالطبع ما تشكين منه عيب ليس بالبسيط ولا بالسهل، ويحتاج صبرًا ومثابرة، ونية كبيرة في مساعدة الطرف الآخر، ولكن أبشرك بأنه ليس عيبًا بالأصيل ولكنه مكتسب، ومعنى ذلك أن الفرد إذا أخلص النية مع الله استطاع التخلص منه، ولقد ذكرتيني بشاب جزائري كانت لديه مشكلة مشابهة لمشكلة زوجك، وكانت تنغص عليه حياته، في عمله، ومع زوجته، ومع رحمه، فجاء يستجير: هل من حل؟، فطلبت منه في المحاضرة أن يهدأ، فمشكلته لها حل إن أراد بحق، فأنصت إليَّ ولعلك تفعلين مثله، قلت له: عندما ذهب أحد الصحابة يطلب وصية من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ماذا قال له؟ قال بابتسامة ممزوجة بالحسرة، قال لا تغضب، وهذا ما يعذبني، قلت له: بل سيكون مصدر راحتك إن أردت، ومعنى أن يقول له- صلى الله عليه وسلم- لا تغضب، أن هذه صفة يمكن التغلب عليها، وتعلم بالتأكيد إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رددها له مرارًا، فلماذا لا تنفذ الحديث وتأخذ بوصية الرسول- صلى الله عليه وسلم؟!

وكنت ألقي هذه المحاضرة كل شهر لهذه المجموعة، وعندما جاء أوانها، أراد أن يحكي تجربته للآخرين فقال: أخذت الحديث في صحبتي وأخذت أتفرسه، وأحاول فهم معناه من جميع النواحي، ثم بدأت في التنفيذ الجدي، فكثير من الأحاديث والآيات تعجبنا فطلبت من تبكينا ولكن عندما تقول زوجتي لي عند غضبي: لا تغضب فأتذكر حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ووصيته فأعمل بها، قالت لي زوجتي: ولي الأمان، قلت لها بثقة: ولك الأمان، وبدأت التجربة، كلما غضبت تذكرني زوجتي بقولها: لا تغضب فأردد: اللهم صلى وسلم عليك يارسول الله، وأجلس فتهدأ ثورتي، ويذهب غضبي، وهكذا رويدًا رويدًا، ومع تفعيل الحديث وتذكيري به، هدأت كثيرًا، حتى في عملي، ومع الناس، ومازلت في محاولاتي الناجحة حتى أتخلص من الغضب ببركة تفعيل وصية الرسول- صلى الله عليه وسلم-، فها هي تجربة واقعية ملموسة أمامنا، هو حاول مع نفسه وفشل، وحاول والداه وفشلا، وساعده- صلى الله عليه وسلم- وأخذت الوصية الكريمة بيديه، وها أنت أيتها الزوجة الكريمة تحاولين وستنجحين- بإذن الله- لو ذكَّرته بالحديث وهو فعله ونفذه، والحمد لله تذكرين أنه شاب خلوق وملتزم، وهي صفات رائعة، تحدثي مع زوجك بصراحة وكوني له عونًا، بالكتاب والسنة، وذكريه حتى يتخلص من هذه العادة الذميمة التي لا تجر إلا الندم، وقد استشعرت من رسالتك أنك تحملين له مودة وحبًا وبالتأكيد هذه المشاعر الإيجابية ستعينك كثيرًا، بالتوفيق والسعادة وأكمل الله سبحانه فرحتكما على خير وأبعد عنكما وسوسة الشيطان الرجيم.