صعّدت قوات الاحتلال من عدوانها الهمجي على أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. وأقدمت قوات الاحتلال على إعدام أربعة مواطنين بدم بارد خلال الـ24 ساعة الماضية، في واحدة من سلسلة الجرائم الإسرائيلية المتجددة على الشعب الفلسطيني، كما شنت سلسلة غارات على مواقع وأهداف تابعة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت مصادر إعلامية عبرية، إن عددا من الجنود الإسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين قرب مستوطنة “دولف”غرب رام الله، ما أدى إلى إصابة أحد الجنود بجراح. وذكرت أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المكان لإجراء عمليات البحث والتمشيط.
وتوسعت اليوم، الخميس، رقعة المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وأدت المواجهات إلى استشهاد 4 شبان فلسطينيين، وإصابة العشرات فيما أصيب 14 جنديا صهيونيا في عملية دهس من قبل سيارة مسرعة في مدينة القدس.
وأشادت الفصائل الفلسطينية بعملية الدهس، التي وقعت فجر اليوم الخميس في مدينة القدس المحتلة، والتي أسفرت عن إصابة العشرات من جنود الاحتلال، مؤكدة أن “هذه العملية خير برهان على ثبات مواقف شعبنا وإصراره على المقاومة وحماية المقدسات والثوابت”.
وقالت إن، “التصعيد الصهيوني، والإعلان الأمريكي عن ما يُسمى صفقة القرن يضع شعبنا الفلسطيني وقواه كافة أمام مسؤولية تاريخية للدفاع عن الأرض والوطن والقضية، ما يستوجب توحيد طاقات شعبنا في الوطن والشتات من خلال برنامج مواجهة شامل وموحد”.
بدورها شددت الجبهة الشعبية على أن “مواجهة المشروع الأمريكي التصفوي وإجراءات الاحتلال التهويدية والاستيطانية المتسارعة على الأرض تستدعي إطلاق العنان للمقاومة المسلحة ضد الجنود والمستوطنين، ووقف كل أشكال الاستدعاءات والملاحقات من قبل أجهزة أمن السلطة للمقاومة”. ودعت إلى “تنفيذ قرارات الإجماع الوطني وفي مقدمتها سحب الاعتراف بالكيان وإنهاء العمل باتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية وفي مقدمتها التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي”.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بجروح متفاوتة جراء المواجهات العنيفة التي تشهدها مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 79 فلسطينياً خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في بيت لحم منذ الصباح، من بينهم 75 جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع ، و4 إصابات بالرصاص المغلف بالمطاط . وأوضحت جمعية الهلال ، ان عدد الإصابات المرتفع جاء إطلاق قوات الاحتلال للغاز المسيل للدموع على روضة للأطفال وتم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى العلاج.
كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزواية في مدينة الخليل بالضفة الغربية وأطلقت قوات الاحتلال العشرات من القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وذلك بعد ساعات من إقدام الاحتلال على إعدام الفتى محمد سلمان طعمة الحداد (17 عاما)، في مواجهات مع الجيش الصهيوني في منطقة باب الزاوية بالخليل واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوة صهيونية، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي مدينة جنين، استشهد الشاب يزن منذر أبو طبيخ (19 عاما) صباح اليوم، جراء إصابته برصاص جنود الاحتلال الذين اقتحموا المخيم فجرا لهدم منزل عائلة الأسير الفلسطيني أحمد قنبع. وأعلنت حركة فتح، صباح الخميس، إضرابا شاملا في مدينة جنين، بعد استشهاد الشاب الفلسطيني يزن منذر أبو طبيخ خلال مواجهات مع جيش الاحتلال ،أثناء عملية هدم منزل الأسير أحمد قنبع.
وكانت مصادر طبية في مدينة جنين، أعلنت اليوم الخميس، عن استشهاد الرقيب أول في الشرطة الفلسطينية الخاصة طارق لؤي بدوان (25 عاما) من قلقيلية، متأثرا بجروح أصيب بها، لدى اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين فجرا.
وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، اللواء عدنان ضميري، إن استشهاد الرقيب أول طارق بدوان، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تأديته واجبه بمقر الشرطة الخاصة في جنين، هو استهداف مباشر من الاحتلال لقوات الأمن الفلسطينية.
وأضاف اللواء ضميري، أن أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية مستهدفون من قوات الاحتلال بجنونها وعنصريتها التي أظهرتها بعد الوقفة الجريئة والوحدوية لأبناء شعبنا ضد “صفقة القرن”.
وأوضح الضميري، أن الاحتلال يحاول الآن إرهاب وإخافة أبناء الشعب الفلسطيني، دون أن يدرك أن الدم والقتل يزيدهم جرأة وحماسة وإصرارا في الدفاع عن حقهم والاستمرار في رفض صفقة القرن وكل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وكان عشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والآلات العسكرية قد احتشدوا بُعيد منتصف الليل عند أطراف المخيم، قبل أن يداهموا حي البساتين القريب منه لهدم منزل الأسير الفلسطيني أحمد قنبع للمرة الثانية على التوالي.
ويتزامن هدم منزل الأسير قنبع مع الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الشاب أحمد جرار الذي طارده الاحتلال شهرا كاملا، قبل أن يغتاله في أحد المنازل التي اختبأ فيها قرب المخيم.
وظهر اليوم، استشهد شاب فلسطيني (لم تعرف هويته بعد) بعد أن زعمت الشرطة الصهيونية إطلاقه النار على شرطي إسرائيلي قرب باب الأسباط بالمسجد الأقصى المبارك.
وقالت الشرطة الصهيونية في بيان إنه “وقع قبل قليل هجوم على افراد الشرطة المتمركزون بالقرب من باب الأسباط في البلدة القديمة في مدينة القدس وأُطلقت نيران نحوهم، مما اسفر عن إصابة أحد أفراد شرطة الحدود، فتم نقله إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات طفيفة”.