لم تكد تمر 6 أيام على الإفراج عنه بعد نحو 5 شهور قضاها خلف قضبان الظلم، إلا أن يدي النظام الباطشة أبت ألا تترك له الفرصة؛ حتى لأن يُحيّي أهله ومحبيه وأصدقاءه، فألقت القبض عليه في عملية بوليسية همجية فجر العاشر من أكتوبر الجاري.

 

إنه المهندس أسامة محمد إبراهيم سليمان أحد قيادات الإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة، والذي اعتقل ضمن مجموعة ضمت 26 من إخوان دمنهور في 17 مايو 2009م في قضية فارس بركات، وأطلق سراحه بعد فترة اعتقال قاربت الخمسة أشهر في الثالث من أكتوبر الجاري، ثم استكثرت يد الظلم مكوثه في بيته 6 أيام، فاعتقلته مرة أخرى على خلفية الوقفات التضامنية مع المسجد الأقصى المبارك ضد مخططات الصهاينة لهدمه.

 

وليست تلك المرة الأولى التي يُغيب فيها سليمان في السجون، حيث اعتقل في 12 أبريل 2007م على خلفية الحملة التي طالت عددًا ضخمًا من قيادات وأعضاء الإخوان؛ في مقدمتهم المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، والدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد، وهي القضية التي أحيلت إلى القضاء العسكري.

 

أُطلق سراح سليمان أوائل عام 2008م؛ ليعاد اعتقاله مرة أخرى على خلفية انتخابات المحليات في مارس 2008م، ثم توالت مرات الاعتقال بعدها.

 

هو النسمة الرقيقة التي توزع رحيقها على من حولها، ولا يستطيع أن يكره أحدًا مهما كانت إساءته إليه، هو الزوج المتفاهم الذي يعي جيدًا حقوق وواجبات الزوجية، فتختفي من حياته الخلافات مهما كانت المشاكل، هو أيضًا ذاته الأب الحنون الذي يفيض حبًّا وعطفًا على أولاده، على الرغم من معاناته ومشاقه الجسيمة في الدعوة والعمل.

 الصورة غير متاحة

 أبناء م. أسامة سليمان

 

ويقول عنه محبوه: إنه رجل لا يخشى في الله لومة لائم، لا يعرف إلا معاني العزة والكرامة والشهامة والرجولة، يقول للظالم أنت ظالم في وجهه، ويكشفه أمام نفسه، جريء في الحق، مثابر في عمله الشاق، حريص على التنسيق مع كل القوى السياسية والوطنية ويقاوم روح الانكسار والهزيمة والسلبية".

 

من جانبها استنكرت زوجته السيدة سلوى عياد عملية القبض المتكرر على زوجها، واصفة الدولة التي تقبض على الشرفاء والمخلصين بالإرهابية، التي يحكمها قانون طوارئ يفتقد أدنى معايير حقوق الإنسان، وقالت: "النظام لا يريد أي صوت حر ينادي بالإصلاح، ويريد الناس صمًّا بكمًا لا يفكرون إلا في الأكل والشرب فقط".

 

وبلغة يملؤها التحدي والثبات قالت لـ(إخوان أون لاين): "لست حزينةً على ما يجري، لأنني أعلم جيدًا أن الله عزَّ وجلَّ لا يضيع أجر المحسنين، كما أنه يمهل الظالمين حتى إذا أخذهم كان أخذه أليمًا شديدًا"، وأضافت: "أثق أن زوجي سوف يصمد أمام موجة الظلم هذه كما صمد قبل ذلك".

 

وفيما يتعلق بشعور أبنائها في هذه الأوقات العصيبة، خاصة مع قدوم العام الدراسي قالت: "أولادي يعلمون جيدًا ماذا يفعل أبوهم وهم يفخرون به، ويشجعونه دائمًا على مواصلة الطريق والمضي فيه قدمًا، وبالنسبة للدراسة فهم من المتفوقين دائمًا، والحريصين على تشريف أبيهم".

 

أسامة سليمان.. في سطور

* مواليد محافظة البحيرة بدمنهور الموافق 27/4/1964م.

* حاصل على بكالوريوس هندسة جامعة الإسكندرية، قسم مدني.

* بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة، وطالب بالدراسات العليا.

* صاحب شركة العربي للمقاولات.

* مهندس استشاري وعضو مركز الإسكندرية للتحكيم الدولي والوسائل البديلة لحل المنازعات.

* عضو المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالبحيرة.

* متزوج وله من الأولاد "4" أحمد، يمنى، سارة، عبد الرحمن.