إخوان أون لاين/ خاص:
في لقاء حافل ومؤثر استضافت جمعية "إحسان" في باشاك شهير باسطنبول فضيلة الدكتور "مروِّح موسى نصار" أمين سر لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو هيئة الدعوة والعضو المؤسس لهيئة علماء فلسطين بالخارج، والباحث والمؤلف في الشأن المقدسي؛ للحديث عن آخر التطورات في فلسطين، وحجم المؤامرات الحالية، وواقع القدس في ظل الحكومة الصهيونية الحالية.
لا أتكلم عنها إلا واقفًا..!
في لفتة شدّت انتباه الحضور في مستهل اللقاء عقّب الضيف الكريم على طلب الجلوس في بدء المحاضرة بتأكيده أنه عاهد نفسه ألا يتكلم عن فلسطين والأقصى إلا واقفًا..!
الأقصى في القلوب..!
افتتح الدكتور "نصّار" محاضرته بلمحة تاريخية عن المسجد الأقصى ومكانته العظيمة في الإسلام وقلوب المسلمين؛ مشيرًا إلى الارتباط العقدي المتين بين أهل فلسطين والمسجد الأقصى، وحرصهم الشديد على الصلاة فيه حتى مع بُعد المسافات وكِبَر السن والمرض، فضلًا عن محاولات الإيذاء من متطرفي اليهود وتعنتات الحكومة الصهيونية.
كما تطرق في حديثه إلى بعض القصص والمواقف المؤثرة التي مرت به في زيارات إلى بلدان عديدة، مثل ماليزيا وإندونيسيا وغيرهما، حيث العاطفة الجيّاشة للمسلمين حول العالم تجاه المسجد الأقصى ونصرة أهل فلسطين، ومن ذلك تسمية أحدهم ولده " صلاح الدين" متمنيًّا أن يسهم في تحرير الأقصى.
عهد ليلة العُرس من أم الشهداء!
ومما ذكره المحاضر قصة أم شهيد أبكت من حولها حين أصرّت على كشف الغطاء عن جسد ابنها الممزق وتقبيل ما تبقى من رأسه، دون أن تذرف دمعة واحدة، قائلة إنها تعاهدت وزوجها ليلة العرس على تقديم شهيد، وأنها بعد هذه الشهادة تقول: سنقدم ثمانية شهداء! إلى غيرها من قصص الفداء والثبات العجيبة المؤثرة.
لا تخافوا عليهم.. بل على أنفسكم!
وأكّد "نصّار" أن الداخل الفلسطيني على عهودهم من الصلابة وضرب أمثال البطولة، قائلًا: لا تخافوا عليهم، بل خافوا على أنفسكم! وآزروهم بالدعاء والنصرة.
وأضاف أنه لا توجد أدنى خشية تجاه الحكومة الحالية (المعروفة بضمها إرهابيين عتاة) بل لعل هذا آخر ما لديهم وبداية نهايتهم، على حد تعبيره، وأن أهل فلسطين يفدون قدسهم بأرواحهم، والتاريخ شاهد على تكبيدهم العدو الخسائر والحسرات.
نرفض التطبيع بكل صوره... ولكن!
وحول التطبيع مع الكيان الصهيوني قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: نرفض التطبيع بكل صوره، لكن نفرّق بين من يرتمي في أحضانهم ويتآمر معهم على المسلمين، وبين من تدفعه دوافع سياسية عارضة دون ولاء لهم ولا ظلم لإخوانه في فلسطين.
وعلّق المحاضر حول مداخلة أحد الحضور بشأن التفريق بين العرب والأنظمة الفاسدة في الموقف تجاه فلسطين بالتأكيد على ذلك، وأن الشعوب العربية بمشاعرها وولائها مع فلسطين بخلاف بعض الأنظمة التي سلكت طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني وخانت قضية الأقصى.
وحول علاقة "حماس" ببعض الدول وما أثير من جدل في هذا الشأن، أكّد "نصّار" أنه لا خوف على عقيدة أهل فلسطين، وموقفهم صريح قاطع في إعلان سُنِّية غزة وفلسطين، ولكن الله قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو مَنْ لا خلاق له، كما أن الظروف ومستجدات السياسة قد تؤدي أحيانًا لمواقف متوازنة أو مؤقتة؛ حيث لم تقم فينا الخلافة الراشدة بعد!
متانة النسيج الداخلي هي السرّ..!
وضمن أجوبته عن أسئلة الحضور فنّد عضو هيئة علماء فلسطين بالخارج الكثير من الأكاذيب المتداولة حول الشأن الفلسطيني، مؤكّدًا متانة النسيج الداخلي، والرفض الجماعي لأي تواطؤ مع الأعداء، مع ندرة ذلك بشدة بينهم، مشيرًا إلى بعض قصص البطولة المستمرة في فلسطين من بيوت الشهداء.
ما واجبنا تجاههم؟!
وفي الختام.. وجوابًا عن أسئلة بعض الحضور حول الواجب تجاه أهلنا في فلسطين قال "مروّح نصّار": كُلٌّ يقدِّم ما أقامه الله فيه! فالتاجر بماله ودعمه، والإعلامي بقلمه وتأثيره، وغيرهم من الفئات المختلفة بما يستطيعون، مؤكدًا أن غزة لا تحتاج للعون بالطعام والغذاء، حتى سكان المخيمات؛ فهذا يتوفر لهم بطريقة أو أخرى، ولكن يحتاجون حاجة شديدة للمستشفيات والأدوية، مشيرًا إلى أن مساندتهم بالدعاء شأن يستطيعه الجميع في نصرتهم ومؤازتهم في معركة العقيدة مع أحفاد القردة والخنازير.
وحول رأيه في زيارة فلسطين التي تتم عبر مطارات الكيان الصهيوني اعتبر "نصّار" أن استعمال ذلك على سبيل الاضطرار لا بأس به ممن لهم دور مؤثر يمكن أن يساندوا به أهلنا في فلسطين، قائلًا: لكن لا تنم في فندق صهيوني، ولا تتعامل مع خدمات صهيونية، وادعم وشارك أهل فلسطين بكل ما يمكنك؛ فهذه هي "الزيارة الراشدة"!
{وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.