د.عز الدين الكومي

أعوان الظلمة الذين  يدعمونهم ويساعدونهم حرصاً على مصالحهم وطمعا فيما عند هؤلاء الظلمة... نهايتهم معروفة وتكون دائماً مأساوية! .
  إن الله تعالى يسلط بعضهم على بعض؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : "منْ أعانَ ظالمًا ليدحضَ بباطلهِ حقًّا، فقدْ برئتْ منهُ ذمةُ اللهِ و رسولِهِ" .
 وفي الحكمة صحيحة المعنى «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً سَلَّطَهُ اللهُ عَلَيْهِ». 
فمن يتابع اتهام  "حسن راتب" و"محمد الأمين" _ الداعمين للنظام الانقلابي _ بسرقة الآثار والاتجار بالبشر وغيرها من قضايا الخزي والعار .. يعلم تماما أن من أعان ظالماً فسيسلط عليه مهما طال الزمن !! . 
"حسن راتب" رجل الأعمال المقرب من نظام الانقلاب هو مؤسس قناة "المحور" الفضائية، وباعها للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة لجهاز المخابرات عبر وسيط من إحدى قيادات حزب "مستقبل وطن" المقرب من قائد الانقلاب ، وله العديد من المشاريع في محافظة شمال سيناء ، أشهرها "جامعة سيناء" الخاصة .
فقد اتُّهم  حسن راتب بتمويل نائب البرلمان السابق "علاء حسانين"  _المعروف إعلاميا بـ "نائب العفاريت" _ وتشكيله العصابي في عمليات التنقيب عن الآثار .
واتهمت النيابة "علاء حسانين" وآخرين بتكوين تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار والاتجار فيها، وحيازة كمية كبيرة من التماثيل والقطع الأثرية بمنطقة مصر القديمة .
والطريف أن المتهمين في قضية الآثار الكبرى حسن راتب و علاء حسانين طلبا عقد جلسة محاكمة سرية للحديث عن أمور مهمة تتعلق بالأمن القومي المصري !!
والسؤال : ما هي الأمور المهمة التي تتعلق بالأمن القومي المصري سوى سرقة الآثار وتهريبها للدول الخليجية من قبل مسئولين فى النظام الانقلابي ؟!!
والأطرف من مسألة القومي هذه هو ما طالب به فريد الديب محامى الفاسدين الذي قال للمحكمة عن موكله حسن راتب : "إنه مريض بالسرطان من سيقوم بمراعاته؟
مين يتابع علاجه في السجن؟
فليطمئن محامي الفاسدين فريد الديب على صحة موكله  لأن السجون الجديدة بها مستشفيات وغرف فندقية  بحسب الإعلام المخابراتي !!
 إن  هناك 100 ألف سجين من خيرة أبناء مصر وعلمائها معظمهم تجاوزت أعمارهم الستين  في حبس انفرادي، ومحرومون من زيارة أهاليهم لهم والتريض والعلاج والدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم؟ !!
وإذا كان النظام الانقلابي دأب على اعتقال رجال الأعمال لابتزازهم للتبرع لصندوق تحيا مصر فإن الأمر بالنسبة لحسن راتب ربما يختلف  بعض الشيء لأنه عضو مجلس أمناء "صندوق تحيا مصر" ويمتلك قناة المحور وله عدة مشروعات في سيناء وجامعة سيناء ومصنع للأسمنت.
وربما  يكون تركيز مشروعاته في سيناء هو السبب وراء القبض عليه واتهامه بسرقة الآثار؛ لأن للعسكر أجندة خاصة بهم  في سيناء، تشمل عددًا من المشروعات  لايقبلون المنافسة عليها من غيرهم !. 
هذا من جهة .. ومن جهة أخرى ربما يكون السبب هو مشروع ترعة السلام وإيصال  مياه النيل إلى صحراء النقب المحتل في فلسطين والتي يفرض عليها العسكر تعتيما إعلاميا .
والطريف أيضاً أن  قضاة جهنم في محكمة جنايات القاهرة  استشعروا الحرج عند نظر محاكمة المتهمين في قضية الآثار الكبرى المتهم فيها "حسن راتب" و"علاء حسانين" و 21 آخرين .
ولكن ليس على هؤلاء القضاة حرج عندما يصدرون الأحكام الجائرة  بإعدام  العشرات  من الأبرياء المتهمين فى قضايا ملفقة؟!! . 
أما محمد الأمين صاحب قنوات cbc وصحيفة الوطن، والمتهم بالاتجار بالبشر، والاعتداء الجنسي على يتيمات قاصرات جلبهن لرعايتهن فى  دار رعاية "الأيدى الأمينة" !! بمحافظة بني سويف ، والذي سخَّر أذرعه الإعلامية لتقويض أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر والتحريض على الرئيس المنتخب _ رحمه الله تعالى _ والانقلاب عليه ، والذي تبرع لصندوق تحيا مصر بمليار و200مليون جنيه ، 
وتم تعيينه عضو مجلس أمناء صندوق "تحيا مصر" مع مفتي الدماء علي جمعة محمد عبد الوهاب وريهام فؤاد أبوالفتوح أبوإسماعيل ورجل اﻷعمال محمد الأمين رجب أحمد ، ورجل اﻷعمال نجيب أنسي نجيب ساويرس ، واللواء محمد أمين إبراهيم نصر عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وباسل أسامة السيد الباز .
وقد نشرت  الأذرع الإعلامية قائمة بالاتهامات عن فضائح "محمد الأمين" بتوجيهات مخابراتية للانتقام منه والتشهير به وهو الحليف السابق لهم !!
وإذا كان القصد من اعتقال حسن راتب هو تركز مصالحه ومشروعاته فى سيناء فالسؤال هنا : لماذا تم القبض على محمد الأمين والتشهير به وفضحه وهو حليف قديم وداعم لنظام الانقلاب؟!!
ربما تكون كلمة السر في قضية محمد الأمين هي "وزيرة الصحة هالة زايد" بمعنى أن اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة هو الذي وقف خلف القبض عليه انتقاما للوزيرة المدللة "هالة زايد" .
لأن محمد الأمين كان وراء لجوء أصحاب المستشفى الخاص للرقابة الإدارية بدون علم المخابرات العامة لكشف فساد الوزيرة المدللة !! حيث اقتحمت هيئة الرقابة الإدارية نهاية أكتوبر الماضي وزارة الصحة، ودخلت مكتب الوزيرة وألقت القبض على عدد من مساعديها ومدير مكتبها .
وهكذا تدار الأمور في جمهورية الظلم !!
وما أجمل ما قاله الشاعر الكبير أحمد مطر :
ينام السارق في بلادي دون قلق

ويكسب السياسي المال دون عرق

وينام المسئول الفاشل دون أرق

لأن القانون في بلادي حبر على ورق!! .