أكدت مجلة "إيكونوميست" الاقتصادية المتخصصة أن "جناح مصر في إكسبو أظهر حضورا ضئيلا للماضي بتابوت نسخة طبق الأصل من الملك "توت عنخ آمون" وبعض الكتابات باللغة الهيروغليفية".
وقالت إن "هذا التخلي عن الماضي كان من أجل تصوير مصر على أنها قوة اقتصادية، وهي صورة تتعارض مع شركاتها الخاصة الراكدة"، بحسب "ذي إيكونوميست".

وأفادت أنه كانت هناك شاشة فيديو عملاقة، تعرض امرأة ترتدي الزي الفرعوني تتحدث عن مناطق صناعية يجري بناؤها على طول قناة السويس.

وعلق محرر المجلة البريطانية ساخرا "أنه إذا كان "عبدالفتاح السيسي" فرعون مصر الجديد، فمن الواضح أن مزرعة الأسماك بالقرب من السويس هي "معبد الكرنك."!
معرض هزيل
وخلصت مجلة "إيكونوميست" إلى أن "إكسبو2020 دبي" يتعمد إخفاء السياسة وتجنب الواقع المحرج اقتصاديا للمشاركين، واعتبرت أن ثمة تعمدا لإخفاء السياسة وتجنب الحديث عن الواقع في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي تبلغ قيمته 7 مليارات دولار.
وأضافت أن المعرض تأجل بسبب كورونا في حين أنه الأول في الشرق الأوسط، لمدة عام؛ بسبب تفشي جائحة كورونا، لينطلق مطلع أكتوبر الجاري، ويستمر حتى 31 مارس 2022.

محرر المجلة اعتبر ان المعرض ينعقد "على غرار كثير مما يجري في الإمارات التي جذب الزوار لإنعاش اقتصادها؛ يسعى إلى إخفاء السياسة، مشيرة إلى أن العارضين قادرون على تقديم رؤى بانجلوسية (تنكر وجود أي مشاكل) عن أنفسهم للمستثمرين والسياح".
وفسّر التقرير جملة "لا أحد يعترف بالسياسة في المعرض"، يمقصد فلسطين المحتلة، والتي تسمح لزواره بلمس قطعة من قبة الصخرة وشم رائحة الصابون المصنوع في نابلس".

وأضاف أن "العديد من الأجنحة تلتقط شيئا بقصد أو دون قصد عن شخصية البلد العارضة. وتضع أمريكا الضيوف في ممر متحرك لتلقي درس جاد في التربية المدنية. وتستقبلهم الصين بفيديو من شي جين بينج. ويقضي الزوار البريطانيون معظم وقتهم في طابور منظم.

بعض الدول لم تعرض أي شيء بعد.
وعن جناح ليبيا فقالت إنه "شبه فارغ، ويوجد فقط جدران تفوح منها رائحة الطلاء الجديد وجهاز تليفزيون يعرض الرسوم المتحركة، ويبدو أن العراق فاته الافتتاح أيضا".
وفي جناح إيران على سبيل المثال، يؤدي باب واحد إلى موقع بناء، يتم تخصيص مساحة منه لكي تقوم الشركات بالترويج للبلاط والسجاد.

أما في الجناح السوري، فيتضمن أكشاك للشركات التي تبيع الكابلات وزيت الزيتون، وواحدة لشركة شام القابضة، وهي مجموعة خاضعة للعقوبات الأمريكية والأوروبية.

مساحة أخرى، رٌصت بـ 1500 لوحة خشبية تم تعليقها على السوريين في جميع أنحاء العالم. بعضها مطلي بعلم النظام أو بوجه رئيسه "بشار الأسد".

وكان هناك شعار مرفوع معلق على جدار الجناح السوري مكتوب عليه "نعتقد أن كل إنسان هو جزء من الضمير الجماعي"، لكن لم يفسر أحد لماذا قضت الحكومة السورية سنوات في إلقاء القنابل على العديد من هؤلاء البشر.

يصر المنظمون على أنهم حاولوا الوصول إلى عينة تمثيلية للشتات السوري المترامي الأطراف الآن.

ومع ذلك، لا يبدو أن أياً من (سوريي الشتات المزعوم تمثيلهم في المعرض) قد أرسل أمنيات تريد حكومة أقل وحشية أو مساءلة النظام عن حرب أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من مواطنيهم.

غير أن المجلة أشارت إلى لافتة مضاءة بلمبات النيون قريبة من الجناح السوري اعتبرت أن مناسبة لمعرض إكسبو2020 دبي حيث كتب عليها شعار "ليس ما تراه عينك هو كل شيء".