فتحي السيد 

الحجاب عبادة سامية لا تخضع لآراء الناس وتوجيهاتـهــم واخـتـيـاراتهم؛ لأن الذي شرعها هو الخالق الحكيم، وفي سبيل إرضاء الله تعالى ورجاء رحمته والفوز بجنته: اضــــربي بأقوال شياطين الإنس والجن عرض الحائط، وعضي على الشرع بالنواجذ، واقتدي بأمــهـــــات المؤمنين والصحابيات العالمات المجاهدات)37)

فتذكري يوم ينادَى عيك باسمك :

" فلانة،هَلُمِّي للعرض على الجبار"،حين تجدين نفسك وحيدة لا يصحبك إلا عملك؛ فمن يدافع عنك يومئذٍ؟

تعالي بطاعة أوامره واجتناب معاصيــه، وأنـت حـيـــن تلتزمين أوامر الله ـ ومن بينها الحجاب ـ تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تـتـبـرجـيـن وتُبْدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار، وبئس أولئك رفيقاً أرأيتِ كيف تفرِّين من الله إلى الـشـيـطان، وتستبدلين الخبيث بالطيب، ففري يا ابنتي إلى الله، وطبقي شرائعه فَفِرُّوا إلَى اللَّـــــهِ إنِّي لَـكُــــم مِّـنْـهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)) [الذاريات: 50]

ثم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله فبعد منة الله وفضله أن وفقك أختاه لارتداء الحجاب.

فماذا بعد الحجاب ؟؟؟

ينبغي أن تسمع منك ابنتك مثل هذه الكلمات: ابنتي: إنني والله لينشرح صدري  كلما رأيتك و قد استسلمت لأمر الله وسعدت بجحابك، كما تطيب نفسي  كلما رأيت مسلمة جديدة و قد حباها الله  -مثلك-بالحجاب الشرعي، و أشعر أن زيادة عدد المحجبات ما هي إلا بشارات لعودة الفطرة السوية للطفو فوق ما علا قلوبنا من جهل و بعد عن ديننا !!!! )

فالحجاب يا بنيتي خطوة واسعة على طريق الفوز بمحبة الله تعالى ورضوانه؛ولكنها ليست نهاية الطريق فأن وقفت عندها؛ فالخوف عليك من الشيطان أن يعيدك إلى ما كنت عليه قبل الحجاب وإن مشيت في طريقك قُدُماً هيأ الله لك من أسباب الخير وفتح لك من أبواب الطاعة ما تقر به عينك، وتهنأ معه نفسك وتسكن به جوارحك؛ فاستمري، ولا تلتفتي إلى الوراء، بل اشكري المولى القدير بأن تحاولي إنقاذ من حولك من صويحباتك وغيرهن من النار، وتشجيعهن على اتخاذ هذه الخطوة المباركة، بالرفق ولين الجانب، والحكمة والموعظة الحسنة، وواظبي على ذكر الله، وحضور مجالس العلم، فهناك ستجدين الكثير من الأخوات الصالحات اللاتي يتفق طبعك مع طباعهن، وتعين كل منكن الأخرى على المزيد من الطاعة، وعلى الثبات إن شاء الله؛فتفُزن جميعا بثواب الأخوة في الله، وتجتمعن على منابر من نور حول عرش الرحمن يوم القيامة إن شاء الله!

والآن..  أهمس إليك بما يلي، لأذكِّر  نفسي و إياك-استجابة لقوله تعالى: "إن الذِكرى تنفع المؤمنين":

 1- بارك الله فيك، لقد أصبحت الآن  - من أول لحظة لارتداءك الحجاب - رمزاً للإسلام   ويا له من شرف؛فبالله عليك  أحسني إلى إسلامك.

2-  إن كونك قدوة  لا يعني أنك لا تذنبين، ولكن إياك و الجهر بالمعاصي.

3- إن آلاف المحجبات لا يعطين أثراً في النفس كواحدة تعلن اعتزازها التام بل و فخرها بحجابها.

و حبها له

4- إن حجابك فضل ٌمن الله عليك، و ليس تفضلاً منك، فاحمدي الله الذي عافاك مما ابتلى به كثيرا من خلقه،وادعيه-سبحانه-  أن يَمُنَّ به على أخواتك المسلمات

5-   تذكري أن غير المحجبة ضحية لشياطين الإنس والجن، وأن وقت هدايتها لم يحِن بعد؛  فرفقاً بها،وتذكري قول الله تعالى :" كذلك كُنتم من قبلُ فمنَّ الله عليكم"

6- لا تجعلي من حجابك زينة لأي سبب و لو كان السبب هو الدعوة) 

وتذكري دائماً يا بنيتي أنك عندما ترتدين حجابك فأنت تحتسبين:

1-ثواب السمع والطاعة والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار  قال تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [النساء 13]

2- عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي:  "وإن تقرب مني شبراً, تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً, تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" [رواه مسلم 2675]

3-  أن  الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابَّه قال تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه" [صحيح البخاري 6021]

4- أجر الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصية الله وعلى السخرية من حثالة القوم وحرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً؛ لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى: "قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة:81]

5- ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج:40) 

 6 -ثواب الاقتداء بالصالحات والتشبه بهن،عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب"

7 ثواب العفاف فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة .

8- أجر صون المجتمع من الاختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة،فإنك بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سدا منيعا دون تقدم الفساد في بلادكأما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل يبدأ بقطرة واحدة فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة9 ثواب إحياء الفضيلة