مات وزير النكسة أو وزير حربية جمال عبد الناصر شمس بدران عن 91 عاما، في مدينة بليموث الساحلية جنوب غرب بريطانيا، وهو أحد الأسماء البارزة من عتاة مجرمي العهد الناصري.

أحد عتاة الإجرام

وكان "بدران" كما يؤكد معاصروه أحد العتاة المؤسسين و المسئولين عن تعذيب وقتل الأبرياء المصريين والعرب والمسلمين في معتقلات وسجون سلطة يوليو، وأعلن أكثر من مرة أنه غير نادم علي ما فعل...فها هو يمضي الآن الي حكم عدل حيث لا يُظلم أحد.

هل "بدران" واحد؟

وعنه كتب أستاذ العلوم السياسية بجامعات لندن د.حامد قويسي مشيرا إلى من عذبهم وقتلهم "بدران" في السجون المصرية لصالح عبدالناصر.
وافتتح مقاله بقوله تعالي ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. ) مضيفا أنه "مات بدران في بريطانيا، وبقي الطغيان في مصر ..وكم في مصرنا وأمتنا العربية من بدران!
وأشار إلى أن موته في بريطانيا كان ثمن سكوته عن جرائم فعلها وآخرون فقال "ذهب اليوم طاغية من العتاة،  ولكن بقي الطغيان يتوالد في بر مصر وأمتها العربية والاسلامية  في كل وقت وحين.. مات شمس بدران وزير حربية عبد الناصر الذي انتصر في كل حروبه وغزواته ضد شعب مصر  وأمتها العربية والإسلامية، وخسر كل معاركه مع العدو الإسرائيلي وفي كل  الميادين.. مات في مقاطعته الريفية البريطانية.

ثمن الصمت

ميراث قادة سلطة يوليو من الوارثين.. السلطة الحاكمة اشترت بهذا الثمن صمته عن جرائمها في حق الشعب المصري، وثرواته، وأرضه، وتاريخه، وقيمه".
وأشار إلى أن طاغية التعذيب الشهير بعد عمره الذي قضاه "لم يراجع نفسه ولم يندم عما جنت يداه".
وأعتبر أن "بدران" ليس قائدا فردا وإنما ظاهرة مازالت حية تنمو وتزدهر وتترعرع في أرض مصر المخروسة،  المؤسسة العسكرية والأمنية والمدرسة والسلطة الحاكمة التي أنجبت ورعت وحافظت عليه، كأحد قادتها البررة، وملكته  إقطاعية شاسعة، ستؤول بالميراث الشرعي إلى من يأتي بعده من قادتها إليها عن قريب وفق تواطؤ واتفاق غير مكتوب يعلمه الجميع، وهكذا تظل مصر ولادة  للطغاة والطغيان علي مر العصور وكر الأزمان".

هلاك أسطورة التعذيب

وكتب حساب "Lion king"، "بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات.. هلاك أسطورة التعذيب في مصر شمس بدران الذي شغل منصب وزير الحربية بعهد جمال عبدالناصر عن عمر يناهز 91 عاما في العاصمة البريطانية لندن".
ونشر موقع "الخليج الجديد" خبرا عن رحيل أشهر رجال عصر الرئيس جمال عبدالناصر قالت فيه إنه يعرف عن "بدران" أنه أسطورة التعذيب في مصر، بعد ارتكابه العديد من جلسات التعذيب إبان توليه وزارة الحربية.
وعقب هزيمة 5 يونيو 1967 تمت إحالة عدد من المسئولين الى المحاكمة كان منهم "شمس بدران" المولود في العام 1929، والذي اعتبر مسؤولا كبيرا عن النكسة.
وأثناء إجراء هذه المحاكمة، تمكن "بدران" من الهروب إلى لندن في العام 1968 وظل يعيش بها حتى توفى صباح الأحد.