حتى آخر أنفاسه - إن قدر الله - يصر سفيه الانقلاب عبدالفتاح السيسي على أن يجمع حشوده ضحى قبل صلاة الجمعة، بمنطقة النصب التذكاري بمدينة نصر، وبحسب المتابعين، منهم من بدأ يهرول مبكرًا ابتغاء مبلغ محدد بين 200 و500 حسب الاتفاق المعلن عنه بميزانية سيتولي فاتورتها "رجال أعمال"، أعلنوا استعدادهم لذلك قبل أيام قليلة، فضلاً عن مبالغ أعلى لـ"نواب" برلمان الدم وللإعلاميين والفنانين والراقصين والراقصات، وهم ممن يستوردون من المواطنين الظرفاء المناسبين للجر زمانًا ومكانًا.

فيصدر بهم السيسي ضمن أوراق تجديد اعتماده للأمريكان عدة رسائل في وقفة واحدة؛ وأولها - بحسب النشطاء والمتابعين - استمراره بالرقص على دماء "الإسلام السياسي" التي سالت في المنصة (200 شهيد) ومئات الجرحى، بل أضافوا لأجل المكايدة ميدان رابعة العدوية (3 آلاف شهيد) وآلاف الجرحى والمنفقودين، القريب منه. أما ثاني رسائله فهي إبراز قدرته على الحشد، بمواجهة حشود الساعتين اللتين سمح بهما الجمعة 20 سبتمبر، والتي اندفع فيها المصريون ليهتفوا: ارحل.

أسماء الداعمين

وفي مشهد معتاد منذ انقلاب 30 يونيو 2013، يقف الفنانون ليعلنوا تباعًا مشاركتهم عبر حساباتهم أو باستضافتهم عبر فضائيات الانقلاب "إكسترا نيوز" و"أون إي" و"دي إم سي" و"إم بي سي مصر" أنهم حاضرون مع ضمان قيادتهم للمسيرات، في تعبير واضح عمن يتقرب لهم السيسي لينال منهم وينالوا منه.

بالأمس، أعلنت مدارس وجامعات مشاركتها في الحشود ومما وردنا استغلال الطلاب في الأعمال السياسية والمخاطرة بأرواحهم، ومنهم طلاب مدرسة الشهيد نصر عبدالحكيم بقرية ميت رهينة التابعة لمدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، يتداولون تعليمات صدرت من مدير المدرسة عصام عبيد، لطالبات الصف الأول الثانوى بالحضور الجمعة، للذهاب في سيارات مجانية لتأييد السيسي عند النصب التذكاري بجوار استاد القاهرة.

أما رجال الأعمال البحراوي المهندس سمير قاسم فقام بالمرور على كل مصانع المنطقة الصناعية بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، وتم اختيار مسئول من كل مصنع، ودفع له مبلغًا كبيرًا من المال، وتكلم مع كل عمال وموظفي المصانع أن الجمعة يوم الذهاب إلى مدينة نصر لتأييد السيسي وكل فرد هياخد 120 بجانب وجبة دسمة ومياه وعصير بارد وأتوبيسات مكيفة.

ولم يخل الأمر من الأقباط، داعميه الرئيسيين، سواء في نيويورك، أو تحت أسقف أكبر كنائسهم وأديرتهم، فالنائب ببرلمان السيسي جون طلعت "John Talaat" يكتبها دعوة على حسابه على تويتر: "بكره إن شاء الله مستنيكم الساعة ٣:٣٠ م هنتجمع عند سينما دوللي عند المكتب ونروح مع بعض للاحتفالية في مدينة نصر عند المنصة هات أصحابك وتعالي وتخافوش مصر امان بس لازم كلنا نتحرك مع بعض هيكون في اتوبيسات للتحرك".

الناشط وليد إسماعيل "Walid Ismail" يقول: "السيسي ونظامه بيحشدوا الناس بالفلوس وأيضا العمال والموظفين إجباري عند المنصة في مدينة نصر يوم الجمعة ليؤيدوا السيسي.. بيفكرني بأيام ثورة ٢٥ يناير لما نظام مبارك حشد الناس في ميدان مصطفى محمود يوم موقعة الجمل.. فهل ينقلب السحر على الساحر مرة أخرى وتنجح الثورة؟".

وكتب الصحفي حمدي شفيق مستبشرا بهزيمة السيسي: "أجهزة "بلحة" تحاول حشد الموظفين وأعضاء مراكز الشباب عند "المنصة".. يا زين ما اختاروا! .. بشرة خير.. ميدان التحرير".

الرقص على الدماء

اليساري منبتًا والمستقل توجهًا الشاعر تميم البرغوثي وجه عبر شاشة "الجزيرة" دعوة لمن يذهب إلى ميدان رابعة أو المنصة ليؤيد السيسي، فقال: "تذكروا وأنتم ترقصون أسماء البلتاجي 17 عاما، قتلت هناك برصاص قناص، لا ترقصوا على الدماء.. هم الشهداء بغض النظر عن المواقف السياسية التي يختلف البعض معها، هم شهداء، وعلى من يرقص على دماء الشهداء أن يعلموا أن "من يحميهم الآن لن يحميهم غدا".

وطالب البرغوثي المصري مولدًا وأما باحترام الثقافة الشعبية عند المصريين والأدب التي تمنع من الرقص حتى على الدماء"، مضيفًا: "حتى لو كانوا يعتبرونهم أعداء فالرقص حالة شديدة الغلظة والقسوة".

وحذر نشطاء من استخدام السيناريو المخابراتي الذي كشف عنه السيناوي مسعد أبو فجر من أن محمود السيسي يرعى بنفسه الإرهاب في سيناء والمذابح التي تتم بحق الجنود للمتاجرة بها وتنشيط تجارة "البودرة" (مخدر الكوكايين)، ومنذ ذلك ما قاله "هشام السنانيري": "في فيديو لواحد معرّف نفسه كده (أنا محمد صلاح سعد، ضابط شرطة ضد الانقلاب)، بيقول في الفيديو إن في خطة موضوعة مفادها انه يتم حشد وتجميع مؤيدي السيسي يوم الجمعة (اللي هوه بكره) عند المنصة في مدينة نصر، الحشد هيتم بالإجبار للمُعلّمين ولبعض موظفي الحكومة، والفنانين هيكونوا موجودين وهيعملوا حفلة عشان يجذبوا عدد كبير".

السيناريو كما سجله "على آخر النهار هيتم إطلاق البلطجية عليهم، والفنانين هيفتحوا موبايلاتهم ويعملوا لايف فيديوز ويقولوا ان الثوار هاجموا مؤيدي السيسي، وهيبقى يوم دموي.. لما شفت الفيديو من كام يوم ما اهتمتش قوي، لكن في صفحات نشرت صورة من شوية للتجهيزات اللي بتتم عند المنصة استعدادا لحفل الغد.. فافتكرت الفيديو اتمنى السيناريو ده ما يحصلش.. بس اللي يعرف حد نازل ينبهه.. وأتمنى اليوم يعدي على خير ولا يصاب أي شخص بسوء، سواء مؤيد أو معارض أو عسكري أو بلطجي حتى الصورة والفيديو في الكومنتات #اللهم_احقن_دماءنا".