منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين وهي تحارب، نشأت الجماعة وكان هدفها واضحًا ومعلنًا لأن الجماعة نشأت بعد أحداث تاريخية جسيمة علي رأسها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وهي اتفاقية أجريت سرًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة الإمبراطورية الروسية، من أجل تقسيم الوطن العربي بعد ضعف الخلافة العثمانية.

 

ثم جاء بعد ذلك الحدث الأهم وهو إسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك اليهودي الأصل، وفي هذه المرحلة اكتمل البناء للتنظيم الصهيوني العالمي وفي هذا الوقت أيضًا، كما قال فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود حينما سقطت الخلافة كان الشاعر يكتب شعره والناثر يكتب نثره، لكنْ كان هناك رجل يسمي الإمام البنا يجوب المقاهي يقول للناس هيا نعيد الخلافة!!!، هيا نعيد تطبيق المعطل من القرآن، هيا نستعيد للإسلام مكانته، فالتف حول الإمام عدد من المخلصين- نحسبهم كذلك ولا نذكِّيهم علي الله– وانتشرت الجماعة وذاع سيطها في جميع أنحاء العالم وأصبحت تنظيمًا قويًّا يهدد الحركة الصهيونية.

 

وبدأت الحرب المعلنة وغير المعلنة على الجماعة وأنصارها، وتم الضغط على الحكومة المصرية لوقف انتشار الجماعة، وفي هذا الوقت تم توطيد العلاقة بين القصر والجماعة بواسطة الشيخ المراغي واستمرت هذه العلاقة حتى الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ الملك يخشى من سطوة هذه الجماعة نتيجة قوة الأعداد الكبيرة التي انضمت إليها والتي أصبحت بها تنافس شعبية "الوفد" وقوة الأسلحة التي استخدمتها الجماعة أثناء حرب فلسطين، مما أقلق الملك فاروق، لذا أيَّد سياسة النقراشي الرامية إلى حل الجماعة، كما أعرب عن ارتياحه لاغتيال البنا. كان السبب في إقدام النقراشي على حل الجماعة اعتقاده بأن حوادث القنابل والمتفجرات يرتكبها شبان من المنتمين إلى الإخوان.

 

ثم تعود الجماعة إلى مزاولة نشاطها عام 1951م نتيجة صدور قرار من مجلس الدولة بعدم مشروعية قرار حل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها. وجاءت ثورة يوليو وكانت الجماعة هي الهيئة المدنية الوحيدة التي تعلم بقيام الثورة وكانت القوة الشعبية التي اعتمد عليها الضباط الأحرار، وكان التنظيم يضم عددًا من الإخوان وبعد أن نجحت الثورة بدأ عبد الناصر في التضييق علي الإخوان مرة في سنه 54 وكانت هذه المحنة هي أشد محنة تمر بها الجماعة منذ نشأتها والتي قرر فيها عبد الناصر تصفية الإخوان المسلمين (مذبحة السجن الحربي) وإعدام عدد من قيادات الجماعة المؤثرين، على رأسهم الشهيد عبد القادر عودة.

 

 وفي عهد السادات أخذت الجماعة مساحة من الحرية بعد أن أعلن المصالحة الوطنية ولم تستمر هذه المصالحة كثيرًا بعد معاهدة السلام وتم التضييق مرة أخرى وشهدت الجماعة حالة من الهدوء في عهد مبارك حتى أوائل التسعينيات وبدأ التضيق من خلال:

 

1-     محاولات اختراق الجماعة التي باءت بالفشل.

2-     التضييق عن طريق جهاز أمن الدولة الذي قام بالتضييق بكثير من الوسائل:

أ‌-       الحرب الإعلامية الشرسة وتشويه صورة الإسلام.

ب‌-     سياسة تجفيف المنابع.

 ج- الاعتقالات.

 

 د- والأخطر ذرع جهاز أمن الدولة أفرادًا داخل بعض الجماعات الإسلامية بهدف إحداث وقيعة مع الإخوان والذين قاموا بالتشكيك في عقيدة الإخوان ومهاجمة الإخوان في الفكر السياسي ووصل الأمر إلى التكفير وقال بعضهم إن (الإخوان أخطر علي الإسلام من اليهود. وأولئك هم الأشخاص الذين والوا النظام السابق قبل ثورة 25 يناير ويحاولون الآن شق الصف الإسلامي ولكن إرادة الله فوق الجميع وهذه الدعوة قائمة حتى تحقيق جميع أهدافها والتمكين لدين الله وإسقاط المد الصهيوني وحكم العالم بالحكم الإسلامي الرشيد، فهذا الهدف واضح كما وضح للجيل الأول من الصحابة كما قالها الصحابي الجليل ربعي بن عامر عندما دخل علي رستم: (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى سعة الإسلام، فأرسلنا بدينة إلى خلقة لندعوهم إليه) اللهم إنَّا نسألك في هذه الأيام المباركة أن تجمع الأمة الإسلامية على هذا الهدف.. والله الموفق والمستعان.

 

-----------

 [email protected]